(وسائط متعددة) تقرير إخباري: خلافات بين إسرائيل وحماس بشأن ملف جثامين المحتجزين الإسرائيليين في غزة
غزة 17 أكتوبر 2025 (شينخوا) تصاعدت في الساعات الأخيرة الخلافات بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل بشأن جثامين المحتجزين الإسرائيليين المتبقية في قطاع غزة، في تطور يهدد بتقويض اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين.
وكان من المقرر أن تسلم حماس جميع الجثامين مع الأسرى الأحياء يوم الإثنين الماضي، لكنها لم تفعل ذلك، مشيرة إلى "صعوبات في العثور على الرفات" تحت أنقاض الدمار الذي خلّفته الحرب، في حين اتهمت إسرائيل الحركة بـ"المماطلة".
-- تبادل للاتهامات
وتبادلت حماس وإسرائيل الاتهامات بشأن مصير الجثامين، التي يُقدّر عددها بنحو 18 جثماناً، وأماكن دفنها في القطاع، الذي شهد حرباً مدمّرة استمرت عامين وأدت إلى تدمير واسع في الأبنية والبنية التحتية.
وقالت حماس في بيان صدر ليل الخميس إن إعادة جثامين المحتجزين الإسرائيليين "قد تستغرق بعض الوقت، إذ أن بعض هذه الجثامين دُفن في أنفاق دمّرها الاحتلال، وأخرى لا تزال تحت أنقاض الأبنية التي قصفها".
وأضافت أن الجثامين التي تمكنت الحركة من الوصول إليها "جرى تسليمها مباشرة"، مشيرة إلى أن استخراج ما تبقى منها "يتطلب معدات وأجهزة لرفع الأنقاض غير متوفرة حالياً بسبب منع الاحتلال دخولها".
وألقت الحركة باللوم على حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، معتبرة أنها "تتحمل المسؤولية الكاملة عن أي تأخير في تسليم الجثامين، بسبب منعها إدخال المعدات اللازمة".
من جهته، قال مصدر أمني إسرائيلي للإذاعة العبرية العامة إن حماس "قادرة على إعادة أكثر من عشر جثث، لكنها لا تبذل الجهد الكافي".
وأضاف أن إسرائيل "تدرك صعوبة العثور على جميع الجثامين في القطاع"، وقد أبلغت الولايات المتحدة بتقديرات حول أماكن بعضها.
-- عمليات بحث في الميدان
ونشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، مساء الخميس مقطع فيديو يُظهر عناصرها وهم يحفرون ليلاً في مدينة خان يونس جنوب القطاع بحثاً عن جثامين محتجزين إسرائيليين.
وأظهر الفيديو جرافات تعمل في موقع مدمر بحضور عناصر من القسام يرتدون زياً أسود ويحملون أسلحة.
ولم تُقدَّم الحركة تفاصيل إضافية عن الموقع أو عدد الجثامين، فيما لم يصدر تعليق فوري من الجيش الإسرائيلي.
وقالت كتائب القسام في بيان الأربعاء إنها "التزمت بما تم الاتفاق عليه وسلّمت جميع الأسرى الأحياء وما تمكنت من الوصول إليه من جثامين"، مشيرة إلى أن "ما تبقى منها يحتاج إلى جهود كبيرة ومعدات خاصة للبحث عنها واستخراجها".
واتهمت نتنياهو بـ"التلاعب بالملف الإنساني" و"عرقلة تنفيذ الاتفاق"، بعد تصريحاته التي هدد فيها بتأخير فتح معبر رفح وتقليص دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
في الأثناء، نقلت القناة (13) الإسرائيلية عن مصادر قولها إن فريقاً دولياً يضم عسكريين من الولايات المتحدة وتركيا ومصر وقطر سيدخل إلى القطاع خلال 24 ساعة، للمشاركة في عمليات انتشال الجثامين استناداً إلى معلومات استخباراتية تقدمها إسرائيل.
-- تهديدات إسرائيلية بالعودة للقتال
وقالت صحيفة ((يسرائيل هيوم)) إن نتنياهو بحث هاتفيا مساء الخميس مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتيرة إعادة الجثامين.
وأفادت الصحيفة بأن نتنياهو أطلع ترامب على "الخطوات التي تعتزم إسرائيل اتخاذها"، رداً على ما وصفه بـ"تأخيرات من جانب حماس"، مشيرة إلى أن ترامب "أكد دعمه الكامل لإجراءات إسرائيل".
وفي تصريحات نقلتها الإذاعة العبرية العامة، قال نتنياهو خلال اجتماع أمني الخميس "نعلم تماماً عدد الجثث التي بحوزة حماس، وإذا لم تُعَد فسنَتخذ إجراءاتنا".
بدوره، قال منسق شؤون الأسرى والمفقودين في الحكومة الإسرائيلية غال هيرش، خلال لقاء مع عائلات المحتجزين إن "الضغط على حماس مستمر وسيتصاعد فيما يتعلق بملف إعادة جثث القتلى".
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قد حذّر الأربعاء من أن إسرائيل "ستعود إلى القتال إذا لم تلتزم حماس بنزع سلاحها وتسليم جميع جثامين الرهائن".
وقال كاتس في بيان إن إسرائيل "ستعمل، بالتنسيق مع الولايات المتحدة على الحسم الكامل لحماس وتغيير الواقع في غزة وتحقيق أهداف الحرب".
ومنذ الإثنين الماضي، أفرجت حماس عن 20 محتجزاً إسرائيلياً أحياءً و10 جثث، بينما أطلقت إسرائيل سراح 250 أسيراً فلسطينياً من ذوي الأحكام العالية و1718 معتقلاً من غزة، إضافة إلى تسليم رفات 120 فلسطينياً.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد طرح في نهاية سبتمبر خطة من 20 بنداً لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس، قبل أن يعلن الأسبوع الماضي قبول الطرفين المرحلة الأولى منها.
وأعلنت مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة في التاسع من أكتوبر الجاري التوصل إلى اتفاق شامل بشأن آليات تنفيذ المرحلة الأولى، عقب مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل في مدينة شرم الشيخ المصرية.
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ ظهر يوم العاشر من أكتوبر، وتتضمن مرحلته الأولى أيضا تبادل الأسرى والمحتجزين بين الجانبين، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وانسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من مناطق بالقطاع.
والإثنين، وقع قادة مصر والولايات المتحدة الأمريكية وتركيا وقطر، خلال مؤتمر دولي في مدينة شرم الشيخ المصرية على ساحل البحر الأحمر "وثيقة شاملة" بشأن اتفاق غزة توضح قواعد ولوائح تنفيذه.■