تقرير إخباري: إيران تستهدف قاعدة أمريكية في قطر ردا على قصف منشآتها النووية مع تواصل التصعيد مع إسرائيل

تقرير إخباري: إيران تستهدف قاعدة أمريكية في قطر ردا على قصف منشآتها النووية مع تواصل التصعيد مع إسرائيل

2025-06-24 06:37:30|xhnews

القاهرة 23 يونيو 2025 (شينخوا) أعلنت إيران مساء اليوم (الإثنين) قصف قاعدة "العديد" الأمريكية في قطر بالصواريخ، ردا على استهداف واشنطن منشآتها النووية، فيما أكدت الدوحة "اعتراض" الهجوم، مشددة على أنها "تحتفظ بحق الرد".

وجاء الهجوم الإيراني على القاعدة الأمريكية في قطر في إطار عملية تحت مسمى "بشارة فتح"، في خضم التصعيد المتواصل لليوم الحادي عشر مع إسرائيل.

 

-- رد إيراني

وقال الحرس الثوري الإيراني في بيان نشره الإعلام المحلي إنه "عقب العدوان العسكري السافر الذي ارتكبه النظام الإجرامي للولايات المتحدة الأمريكية ضد المنشآت النووية السلمية للجمهورية الإسلامية الإيرانية ... وبناءً على قرار المجلس الأعلى للأمن القومي ... قام الحرس الثوري ... بشن عملية (بشارة فتح) مستهدفًا قاعدة العديد الأمريكية في قطر بهجوم صاروخي مدمر وقوي".

وتُعد هذه القاعدة "مركز القيادة الرئيسية للقوات الجوية الأمريكية، وأكبر الأصول الاستراتيجية" للجيش الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط ، وفق البيان.

وتقع قاعدة العديد على بعد 30 كيلومترا جنوب غرب العاصمة الدوحة.

وتابع البيان "أن الرسالة الواضحة لهذا الرد الحاسم من أبناء الشعب في القوات المسلحة إلى البيت الأبيض وحلفائه هي أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ... لن تترك تحت أي ظرف أي اعتداء على سيادتها، وحدة أراضيها، أو أمنها القومي دون ردّ صارم".

واعتبر البيان "أن القواعد والأهداف العسكرية المتنقلة لأمريكا في المنطقة ليست نقاط قوة، بل نقاط ضعف استراتيجية وكعب أخيل لهذا النظام المحرض على الحرب".

وإثر الهجوم، بثت وسائل إعلام محلية مقطع فيديو قالت إنه لـ"احتفالات في شوارع طهران عقب القصف الإيراني لقاعدة العديد الأمريكية".

وأظهر الفيديو إيرانيين يلوحون بالأعلام الإيرانية من نوافذ سيارات تسير في طريق عام أطلقت العنان لأبواقها.

من جهته، أكد المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران، في بيان قصف قاعدة القوات الجوية الأمريكية في العديد بقطر "ردًا على العدوان السافر والوقح الذي ارتكبته أمريكا ضد المواقع والمنشآت النووية الإيرانية".

واستخدمت طهران عددا من الصواريخ في الهجوم "مساويًا لعدد القنابل" التي استخدمتها واشنطن ضد المنشآت النووية الإيرانية، وفق البيان، مشيرا إلى أن القاعدة الأمريكية "تقع على مسافة بعيدة عن المناطق المدنية والمرافق السكنية القطرية".

وأكد المجلس "أن هذا الإجراء لا ينطوي على أي تهديد أو خطر تجاه دولة قطر الشقيقة والصديقة أو شعبها النبيل"، مشددا على التزام بلاده "بالحفاظ على العلاقات الودية والتاريخية مع دولة قطر ومواصلتها".

لكن قطر التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع طهران، أدانت بشدة الهجوم الإيراني، مؤكدة أنها "تحتفظ بحق الرد المباشر".

وأعرب المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، في بيان عن "إدانة قطر الشديدة"، معتبرا أنه "انتهاك صارخ لسيادة دولة قطر ومجالها الجوي".

وأكد الأنصاري "أن دولة قطر تحتفظ بحق الرد المباشر بما يتناسب مع شكل وحجم هذا الاعتداء السافر، وما يتوافق والقانون الدولي".

فيما أعلنت وزارة الدفاع القطرية في بيان "أن الدفاعات الجوية القطرية نجحت في اعتراض هجمة صاروخية استهدفت قاعدة العديد"، مؤكدة أنه "لم ينتج عن الحادث أي وفيات أو إصابات".

وقبيل الهجوم، أعلنت قطر عن إيقاف حركة الملاحة الجوية مؤقتا في أجواء البلاد "ضمن مجموعة إجراءات احترازية" على خلفية "تطورات الأوضاع في المنطقة".

وشنت الولايات المتحدة الأمريكية فجر الأحد هجمات على ثلاثة مواقع نووية في إيران، هي فوردو ونطنز وأصفهان، وفق ما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وتوعد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، ومسؤولون آخرون في الجمهورية الإسلامية الولايات المتحدة بـ"رد مناسب"، على ضرباتها.

وقوبل الهجوم الإيراني على قطر بتنديد عربي وإجراءات، خاصة في دول الخليج.

 

-- إدانات وإجراءات

وأدان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي، في بيان الهجوم الصاروخي الإيراني، معتبرا "أن هذا الاعتداء يُعد انتهاكًا صارخًا لسيادة قطر، ومساسًا مباشراً بأمن دول المجلس كافة".

ودعا البديوي، المجتمع الدولي، ومجلس الأمن، إلى تحمّل مسؤولياته في "إدانة هذا العمل العدواني، واتخاذ خطوات فاعلة لردع التصرفات الإيرانية غير المسؤولة".

فيما أعربت جامعة الدول العربية عن التضامن التام مع قطر في مواجهة "الاعتداء" الإيراني.

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في تغريدة على حسابه بموقع ((إكس))، "أعرب عن التضامن التام مع قطر إزاء ما تعرضت له من اعتداء مرفوض ومدان على سيادتها وانتهاك لأجوائها من قبل إيران".

ودعا أبو الغيط إلى "العمل بشكل سريع على خفض التصعيد بدلا من توسيع دائرة الصراع الدائر على نحو غير محسوب ينطوي على عواقب وخيمة"، وشدد على حق الدول العربية في الدفاع عن سيادتها وصونها في مواجهة اية اعتداءات الخارجية.

فيما سارعت الكويت والبحرين والإمارات إلى الإعلان عن إغلاق مجالها الجوي، قبل وقت قصير من إعادة فتحه أمام حركة الطيران.

ورغم ما أثاره الهجوم الإيراني من تنديد ومخاوف من اتساع رقعة التوتر، يرى مراقبون أنه قد يكون "بداية لانفراجة سياسية".

ورأى المحلل السياسي من قطر الدكتور عبيدة الشمري، أن الضربة الإيرانية قد تحمل بعدًا سياسيًا أكثر منه عسكريًا، قائلا: "هذه الضربة لا تعبّر فقط عن تصعيد، بل قد تكون في جوهرها بداية لانفراجة سياسية".

وأوضح الشمري "أن الرد الإيراني جاء بستة صواريخ، في رسالة رمزية دقيقة، تعكس رغبة في الرد المعادل دون الانزلاق إلى تصعيد شامل".

وتابع "أن تزامن الضربة مع زيارة الوفد الإيراني لموسكو واجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يرى في المفاوضات سبيلاً لحل النزاع، يعزز من القناعة بأن هذه الخطوة لم تكن إعلان حرب شاملا، بل جزء من معادلة سياسية محسوبة".

وتأتي هذه التطورات في خضم التصعيد والهجمات المتبادلة المتواصلة بين إسرائيل وإيران منذ 13 يونيو الجاري.

 

-- الموجة الأوسع

وكثفت إسرائيل اليوم من ضرباتها في طهران، حيث استهدفت مقرات أمنية وعسكرية مهمة في العاصمة الإيرانية.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، في بيان اليوم إنه "في اليوم الحادي عشر من عملية الأسد الصاعد، أكمل الجيش الموجة الأوسع من الغارات التي نفذها حتى الآن في طهران".

واستهدفت هذه الغارات مقرات لقوات الأمن والحرس الثوري في إيران، بينها مقر جهاز الباسيج، وهي قوة ذات طابع عسكري "تُستخدم كذراع رئيسية للنظام في قمع المواطنين"، ومقر "ثار الله" التابع للحرس الثوري، الذي يتولى مسؤولية تأمين وحماية منطقة طهران بأكملها، وفق البيان.

وفي وقت سابق اليوم، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إن الجيش الإسرائيلي "يضرب حاليا بقوة غير مسبوقة أهدافا للنظام وأجهزة القمع الحكومية في قلب طهران".

وشملت هذه الأهداف أيضا سجن إيفين، وساعة "تدمير إسرائيل" في ميدان فلسطين، ومقر الأمن الداخلي للحرس الثوري، ومقر البرز الإيراني "المسؤول عن حماية عدة مدن في محافظة طهران من تهديدات مختلفة والحفاظ على استقرار النظام"، بجانب مقرات شرطة الاستخبارات والأمن العام.

وخلال ساعات المساء شن سلاح الجو الإسرائيلي موجة غارات في غرب إيران، مستهدفا بنى تحتية عسكرية تحت أرضية لتخزين الصواريخ ومنصات إطلاقها، وفق الجيش.

وقبيل ذلك، هاجم الجيش الإسرائيلي مجددا منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم في إيران، غداة ضربات أمريكية استهدفت المنشأة.

وقال المتحدث باسم الجيش للإعلام العربي أفيخاي أدرعي في بيان مقتضب إن "جيش الدفاع هاجم اليوم طرق الوصول إلى موقع تخصيب فوردو، بهدف تعطيلها"، دون مزيد من التفاصيل.

وأكد إعلام إيراني مهاجمة إسرائيل لموقع فوردو النووي.

ونقلت وكالة ((إيران بالعربية)) للأنباء، وهي وكالة محلية مجازة رسمياً في وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي في إيران، عن المتحدث باسم لجنة إدارة الأزمات في محافظة قُم إن "العدو المعتدي شن قبل قليل هجوما جديدا على موقع فوردو النووي، ولا يوجد أي خطر أو تهديد يهدد المواطنين".

في المقابل، شنت إيران اليوم موجة قصف جديدة بالصواريخ على إسرائيل، بحسب وسائل إعلام إيرانية وإسرائيلية.

وأفادت وكالة ((تسنيم الدولية)) للأنباء بتنفيذ "موجة جديدة" من الهجمات الصاروخية ضمن عملية "الوعد الصادق 3"، ضد أهداف في إسرائيل.

وتسبب سقوط صاروخ بالقرب من محطة كهرباء في جنوب إسرائيل في انقطاع التيار الكهربائي في البلدات القريبة، وفق ما أوردت صحيفة ((تايمز أوف إسرائيل)) نقلا عن شركة الكهرباء الإسرائيلية.

وبحسب تقديرات الجيش الإسرائيلي، تم إطلاق ستة أو سبعة صواريخ فقط من إيران على أربع موجات في الهجوم. وتم إطلاق الصواريخ على مدى فترة 40 دقيقة.

ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات فيما سُجلت عدة حوادث اصطدام في مناطق مفتوحة.

وتشن إسرائيل هجوما واسعا ضد إيران منذ 13 يونيو الجاري قائلة إنه لضرب برنامج البلاد النووي، وهو ما ترد عليه طهران بضربات بالصواريخ والمسيرات ضد عشرات الأهداف في إسرائيل. 

الصور