مقالة خاصة: تعميق التعاون الصيني-العربي في قطاع الطاقة الكهروضوئية عبر البحث والإنتاج
بكين 25 أبريل 2025 (شينخوا) لا يقتصر التعاون الصيني-العربي في مجال الطاقة الكهروضوئية على التبادل التجاري، بل يمتد إلى مجالات البحث والتطوير المشترك في التكنولوجيا والتعاون في سلسلة الإنتاج، مما أدى إلى تعميق رؤية الجانبين في مجال الطاقة المتجددة وتحقيق مجموعة من النتائج الملموسة.
وفي خطوة جديدة، أنشأت الصين والعراق معملا للبحوث المشتركة لضمان استقرار إمدادات الطاقة في العراق، الذي يواجه تحديات مستمرة بسبب انقطاعات الكهرباء رغم امتلاكه احتياطيات نفطية هائلة وموارد شمسية غنية.
وجاءت المبادرة عبر تضافر جهود جامعة ووهان الصينية وجامعة بغداد لاستغلال إمكانات الطاقة الشمسية والتكنولوجيا الذكية في معالجة أزمة الكهرباء في العراق. وستنشئ المؤسستان التعليميتان مختبرا مشتركا للشبكات الصغيرة الذكية وتخزين الطاقة.
وبموجب موافقة وزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية في أواخر العام الماضي، سيتم دعم المختبر المشترك من قبل كلية الهندسة الكهربائية والأتمتة بجامعة ووهان.
وسوف يستفيد المختبر من المرافق التجريبية المتقدمة للكلية، بما في ذلك تلك الخاصة بالمحاكاة الديناميكية لنظام الطاقة، وسلامة معدات الكهرباء والنظام، وحماية البيئة، وذلك لتوفير بيئة بحثية رفيعة المستوى، وفقا لما جاء في بيان من الكلية، ردا على أسئلة من صحيفة ((تشاينا ديلي)).
وأوضح الأستاذ المشارك فانغ هوا ليانغ في جامعة ووهان أن تصور المختبر المبدئي للمشروع يعتمد على ثلاث مراحل. وتهدف المرحلة الأولى إلى تركيب أنظمة تخزين الطاقة الشمسية والكهرباء لكل أسرة عراقية، بسعة 10 كيلوواط وبطاريات تخزين مقابلة، بتكلفة تبلغ نحو 7 آلاف دولار أمريكي لكل وحدة، مشددا على الجدوى الاقتصادية العالية.
وتلي ذلك مرحلة إنشاء شبكات أذكى يمكنها تحقيق توازن أفضل بين العرض والطلب. وفي هذه الخطوة، سيتم تقليل الإهدار الكهربائي إلى أدنى حد وسيتم تحقيق استقرار كبير في شبكة الطاقة الكهربائية مع نشر التكنولوجيات الذكية مثل آلية موازنة الشبكة المتناهية الصغر.
أما المرحلة الأخيرة، فتهدف إلى تحقيق التوازن الدقيق بين العرض والطلب في مجال الطاقة المتجددة، مع اعتماد التحول إلى استخدام الطاقة المنخفضة الكربون والانتقال الكامل إلى مصادر نظيفة.
من خلال الاستفادة من خبرة جامعة ووهان في مجال الاستشعار عن بعد، سيوظف فريق البحث في المختبر المشترك، الأقمار الصناعية وتقنية مراقبة الطائرات بدون طيار لتتبع انبعاثات الكربون في الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا، حيث تساعد هذه التقنيات في تخطيط نشر الطاقة المتجددة.
وأضاف فانغ "سنسعى أيضا إلى التوصل إلى حلول تنمية خضراء قابلة للتكرار يمكن أن تسهل تحولات الطاقة في الدول المشاركة في مبادرة الحزام والطريق".
وفي مصر، أكدت غادة الجندي المدير التنفيذي للشركة العربية للطاقة المتجددة، والتي تمتلك أول مصنع ألواح شمسية في البلاد، أن التكنولوجيا الصينية تلعب دورا مهما في تحقيق طموحات البلاد في مجال الطاقة المتجددة.
وقالت غادة الجندي في مقابلة مع وكالة أنباء شينخوا إن "اعتمادنا على المواد الخام الصينية أمر أساسي لنجاحنا. الصين رائدة بلا منازع في تكنولوجيا الطاقة الشمسية، وتوفر موادها مزيجا من الجودة وبأسعار معقولة لا مثيل لها".
وأردفت قائلة "حصلنا مؤخرا على خط إنتاج جديد من الصين، وهو نظام متطور سيعزز قدرتنا الإنتاجية بشكل كبير. ينتج خطنا الإيطالي الحالي 52 ميجاواط سنويا، لكن الخط الصيني الجديد سينتج 1 جيجاواط، مما يغير قواعد اللعبة بالنسبة لنا، ويضعنا في وضع يسمح لنا بلعب دور أكبر بكثير في مستقبل الطاقة المتجددة في مصر".
أما في الإمارات العربية المتحدة، عندما تقود سيارتك جنوبا من دبي باتجاه مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، تظهر أمامك في الأفق كرة ضوئية مبهرة تشبه شمسا اصطناعية من على بعد أكثر من 20 كيلومترا في عمق الصحراء.
هذا المشهد الاستثنائي هو برج الطاقة الشمسية الذي يبلغ ارتفاعه 263 مترا. وقد بنته مجموعة "شانغهاي إلكتريك" كجزء من مشروع هجين بين الطاقة الشمسية المركزة والخلايا الكهروضوئية.
وفي السنوات الأخيرة، لعبت الشركات الصينية دورا محوريا في تطوير الطاقة النظيفة في الإمارات، مما ساهم في تحسين مزيج الطاقة لديها وأصبح نموذجا للتعاون الأخضر بين الصين والإمارات. ومن مشاريع الطاقة الشمسية الضخمة وسط الصحراء إلى أولى مشاريع طاقة الرياح التجريبية، كانت التكنولوجيا والخبرات الصينية جزءا أساسيا من تحول الطاقة في الإمارات.
وأحد الإنجازات الرئيسية هو المشروع الهجين بين الطاقة الشمسية المركزة والخلايا الكهروضوئية الذي نفذته مجموعة شانغهاي إلكتريك في صحراء دبي. وبدأ تشغيل المشروع بكامل طاقته منذ ديسمبر 2023. وحتى يناير الماضي، أنتج بالفعل أكثر من 3.6 مليار كيلوواط ساعي من الكهرباء، مما يوفر طاقة خضراء مستقرة لـ320 ألف أسرة محلية ويقلل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بأكثر من 1.6 مليون طن سنويا.
وقال مسؤول صيني لمشروع الطاقة الشمسية الهجين في دبي، إن "الترويج لتوفير الطاقة وخفض الانبعاثات ليس مسؤولية اجتماعية للشركات فحسب، بل هو أيضا مهمة مشتركة للبشرية"، مشيرا إلى أن "الشركات الصينية ستواصل دفع عجلة تطوير الطاقة النظيفة من خلال التعاون متعدد الأطراف، لتقدم المزيد من الفرص لتحقيق الحياد الكربوني عالميا".