أسرار نجاح تاجر سيارات صيني في دبي
بكين 23 أبريل 2025 (شينخوانت)في السنوات الأخيرة، ومع استمرار تدفق موجة التوسع الخارجي، نُقلت المزيد من السيارات الصينية عبر البحار لتصل إلى أسواق الشرق الأوسط التي تعج بفرص وتحديات. وتعتبر أسواق السيارات في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة الأكثر جاذبية لشركات السيارات الصينية.
وتعد الإمارات العربية المتحدة ثاني أكبر شريك تجاري للصين في منطقة الشرق الأوسط وأكبر سوق تصدير لها. وبفضل مكانتها كمنطقة حرة، تجتذب دبي التي تعد أكبر مدن الإمارات، شركات السيارات الصينية لتأسيس أعمالها. ومنذ عام 2023، دخلت كل من شركة "بي واي دي" وشركة "زيكر" للسيارات سوق الإمارات، كما أبرمت شركة "ناتا" للسيارات اتفاقية تعاون مع أحد الموزعين المحليين.
ويدير ما باو هونغ شركة لتأجير السيارات في دبي، وأخبر مراسلا لشينخوانت أن سوق السيارات الجديدة في الإمارات العربية المتحدة كان نادرا ما يشهد وجود سيارات صينية، وأن السيارات التي كانت تسير على الطرق في الغالب من العلامات التجارية الأمريكية واليابانية والكورية، كما كانت السيارات المستعملة من العلامات التجارية اليابانية والكورية بشكل أساسي. وبالمقارنة مع الحاضر، فإن عدد السيارات الصينية في الإمارات مرتفع نسبيا.
وقال ما باو هونغ، الذي يعمل في دبي لسنوات عديدة، للمراسل إن العديد من الشركات الصينية بدأت في تسريع وتيرة التوسع الخارجي بعد جائحة كوفيد-19، وكانت دبي هي المحطة الأولى لها. وقد افتتحت بعض الشركات الصينية عددا كبيرا من الفروع في دبي، كما أنشأت العديد من الشركات الصينية مستودعات خارجية في ميناء دبي أيضا. وأضاف أن موقع دبي الجغرافي الذي يضطلع بدور مهم في التجارة العابرة، يسمح لها بتغطية منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بأكملها. وأوضح أن السيارات التي تُشحن من دبي إلى الأردن ومصر وأرمينيا وأذربيجان وغيرها من الدول، تمر عبر المنطقة الحرة في ميناء دبي. وأشار إلى أن عدد السكان في الإمارات العربية المتحدة ليس كبيرا، وسوق السيارات المحلية ليست ضخمة، وتكمن الفرص بشكل أساسي في التجارة العابرة. ونظرا للحضور القوي للشركات الصينية في دبي، فإن دخول السيارات الصينية إلى سوق الإمارات يتمتع بمزايا نسبية.
وبالإضافة إلى ذلك، بدأت السيارات الكهربائية ذات العلامات التجارية الصينية في اكتساب موطئ قدم في أسواق الشرق الأوسط تدريجيا. وقال ما باو هونغ إن السيارات الكهربائية المصنوعة في الصين تشكل ضغطا تنافسيا كبيرا على السيارات التقليدية التي تعمل بالوقود في أسواق الشرق الأوسط. وأشار إلى أن الميزات الجديدة التي تتمتع بها السيارات الصينية، مثل القيادة الذكية والتفاعل الصوتي، تجعل الركاب يشعرون بأنهم في عصر مختلف تماما عن السيارات التقليدية. ويرى أن السيارات الكهربائية الصينية ذات قيمة عالية مقابل السعر، وتتمتع بمواصفات جيدة، وتُباع سيارات مثل "زيكر" و"أفيتا" بشكل جيد في المنطقة. ونظرا لازدياد شعبية العلامات التجارية الصينية في أسواق الشرق الأوسط، فإن تجار السيارات الصينيون الذين يعملون في دبي متفائلون بارتفاع المبيعات في المستقبل.
وفي الوقت الحاضر، يعمل في صالة العرض التابعة لشركة ما باو هونغ في دبي أكثر من عشرة موظفين، وفي مركز خدمة ما بعد البيع أكثر من 30 موظفا، ويبلغ إجمالي عدد الموظفين في فريقه حوالي 50 موظفا. وقال إنه دائمًا في طليعة السوق، وعلى دراية تامة بأنواع السيارات التي تحتاجها السوق المحلية، والسيارات التي تحقق أفضل المبيعات، وكيفية بيعها.
ومع تزايد عدد السيارات الصينية في الشرق الأوسط، بدأ ما باو هونغ في توسيع نطاق أعماله ليشمل المزيد من المجالات، مثل خدمات ما بعد البيع والتخزين وبيع قطع الغيار والتأجير، ولم يعد يقتصر على بيع السيارات فقط. وتحدوه ثقة في أن السيارات الصينية ستستحوذ على حصة أكبر في أسواق الشرق الأوسط، وستدخل الصداقة بين الصين والإمارات عصرا جديدا.