مترجمة مصرية تغوص في بحار الأدب الصيني

مترجمة مصرية تغوص في بحار الأدب الصيني

2025-04-20 09:29:39|arabic.news.cn

بكين 20 أبريل 2025 (شينخوانت) تعد اللغة الصينية إحدى اللغات الرسمية الست للأمم المتحدة، وهي أيضا إحدى اللغات الأكثر استخداما في العالم. وفي عام 2010، أعلنت الأمم المتحدة موسم "قويوي"، وهو أحد المواسم الأربعة والعشرين التقليدية في التقويم القمري الصيني، يوما عالميا للغة الصينية. وقد أصبحت الاحتفالات التي تقام بهذه المناسبة نافذة مهمة للأمم المتحدة وشعوب العالم لتعلم اللغة الصينية والتعرف على الصين. في هذا اليوم الذي يحمل دلالات خاصة، نتعرف معا على قصة المترجمة المصرية ميرا أحمد مع اللغة الصينية.

وفي السنوات الأخيرة، شهدت مصر ترجمة ودراسة عدد كبير من الأعمال الأدبية الصينية. وعند حديثها عن كيفية انطلاقها في طريق الترجمة الأدبية الصينية، قالت ميرا أحمد إن والدها كان يعتقد أن اللغة الصينية ستحظى بشعبية كبيرة في المستقبل، وستكون تخصصا نادرا ومطلوبا. وبناءً على نصيحة والدها، التحقت في عام 2002 بقسم اللغة الصينية في كلية اللغات بجامعة عين شمس في القاهرة. وخلال فترة دراستها في الجامعة، كانت ميرا أحمد من بين الطلاب المتفوقين، وهي شغوفة جدا باللغة الصينية والأدب الصيني. وبعد تخرجها، اتجهت بعزم إلى تخصص الترجمة الأدبية. 

وكانت أول ترجمة لميرا أحمد إلى اللغة العربية هي "مذكرات مجنون وقصص أخرى" للكاتب الصيني الشهير لو شون. وفي أوساط الترجمة الأدبية، تعتبر أعمال لو شون "ذروة من الصعب تجاوزها"، نظرا لأسلوبه الفلسفي المعقد، إلا أن ترجمة ميرا حظيت بإشادة واسعة من القراء وأوساط المترجمين فور صدورها.

ومن وجهة نظر المترجمة المصرية فإن السعي وراء الأحلام أمر جميل، ويعد طريقا للبهجة والسعادة. وأتاحت لها ترجمة الأعمال الأدبية الصينية فرصة للدخول إلى عالم مليء بالأسرار والحكايات. وتذكرت أنها عندما كانت تترجم أول أعمالها، "مذكرات مجنون وقصص أخرى" قبل تسع سنوات، كانت غالبا ما تدقق في كل كلمة مرارا وتكرارا خوفا من ارتكاب أي خطأ في الترجمة. وأثناء هذه العملية، كانت تشعر وكأنها تجلس مع الكاتب لو شون وتتناقش معه، وكأنهما في حوار متبادل. وفي الوقت الحاضر، أكملت ميرا أحمد ترجمة معظم أعمال لو شون.

وتعتبر مصر أول دولة في أفريقيا والشرق الأوسط تفتح أقساما للغة الصينية في الجامعات. وفي عام 1958، افتتحت جامعة عين شمس قسما للغة الصينية، وكانت من أوائل الجامعات التي فعلت ذلك في مصر. وفي عام 2002، أنشأت الصين أول مركز ثقافي لها في أفريقيا والشرق الأوسط في القاهرة. وقالت ميرا أحمد إن العلاقات المصرية الصينية شهدت تطورا مستمرًا في مختلف المجالات منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1956، وأصبحت الثقافة حلقة وصل تربط بين هاتين الحضارتين القديمتين.

وبعد حصول الكاتب الصيني موه يان على جائزة نوبل في الأدب، اتجهت أنظار العالم إلى الأدب الصيني بشكل أكبر، كما وجه المترجمون ودور النشر المصرية أنظارهم نحو الأدب الصيني. وترى المترجمة المصرية أن هذه كانت البداية الحقيقية لانتشار الأدب الصيني في مصر، وأنها سمحت للقراء المصريين بالتعرف على خصائص الأدب الصيني على نطاق واسع. وفيما يتعلق بظاهرة "الشغف بالدراسات الصينية" في الخارج، قالت ميرا أحمد إن اللغة الصينية الآن تتلألأ في مصر كالشمس، وتتوهج كالقمح الذهبي، وتسطع كالقمر، وتتألق كالنجوم.

وكشفت المترجمة المصرية أن العديد من الجامعات في مصر فتحت الآن أقساما للغة الصينية. ولا يقتصر الأمر على زيادة عدد مستخدمي اللغة الصينية، بل يتزايد أيضا عدد الباحثين في الشؤون الصينية. وبالطبع، فإن المهتمين بالدراسات الصينية لا يقتصرون على مستخدمي اللغة الصينية، فالعديد من الأشخاص الذين لا يتحدثون اللغة الصينية يرغبون أيضا في التعرف على الدراسات الصينية. وبصفتها مترجمة، قالت ميرا أحمد إن مسؤوليتها تتمثل في تعريف العالم العربي بالثقافة الصينية من خلال الترجمة، وتقديم صورة حقيقية للصين وعاداتها وتقاليدها وثقافتها الغنية والمتنوعة.

ومع التعزيز المتواصل للقوة الشاملة الصينية، يتزايد النفوذ الدولي للغة الصينية باطراد، وتحظى اللغة الصينية باعتراف أوسع في المجتمع الدولي. وفي جميع أنحاء العالم، تتزايد موجة تعلم اللغة الصينية، وتندمج اللغة الصينية تدريجيا في الحياة الحضرية بمختلف البلدان، ويتجاوز سحر اللغة الصينية الزمان والمكان، ليصبح جسرا للتواصل بين الحضارات. وخلال عملية تعلم اللغة الصينية، يفهم المزيد من الناس الصين الحقيقية. 

 

الصور