بمشاركة 90 رياضيا.. الدول العربية توسع حضورها في الرياضات الشتوية خلال دورة الألعاب الآسيوية الشتوية التاسعة

هاربين 13 فبراير 2025 (شينخوا) على الرغم من أن الدول العربية المعروفة بالجو الحار والمناطق الصحراوية لا ترتبط تقليديا بالرياضات الشتوية، إلا أن دورة الألعاب الآسيوية الشتوية التاسعة، المقامة حاليا في مدينة هاربين الصينية، شهدت مشاركة سبع دول عربية، وهي الأردن والبحرين والكويت ولبنان وقطر والسعودية والإمارات، مع إجمالي 90 رياضيا ورياضية مسجلين لخوض منافسات مختلفة، بما فيها التزلج الألبي والتزلج الحر والتزلج الريفي على الثلج وهوكي الجليد والكرلينغ.

وأفادت الجهة المنظمة بأن "دورة هاربين" المستمرة خلال الفترة بين يومي 7 و14 فبراير الجاري، جذبت مشاركة أكثر من 1200 رياضي من 34 دولة ومنطقة في جميع أنحاء آسيا، مما يجعل هذه النسخة الأكبر من حيث عدد الوفود والرياضيين المشاركين.

وقال العديد من لاعبي المنتخبات العربية إن المشاركة في هذا الحدث الدولي لا تساعدهم على كسب الخبرات اللازمة للمضي قدما في البطولات التالية، بل توفر أيضا فرصة ليجتمع الناس من مختلف الدول الآسيوية معا وتعزيز الصداقة بينهم، معربين عن تطلعاتهم لإلهام المزيد من الناس في بلدانهم لتجربة الرياضات الشتوية.

أول ظهور سعودي في دورات الألعاب الآسيوية الشتوية

سجّلت السعودية مشاركتها الأولى على الإطلاق في دورات الألعاب الآسيوية الشتوية خلال هذه الدورة، وذلك بعد عامين من مشاركتها الأولى في دورات الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2022 في بكين، بمشاركة منتخب مكون من ثمانية لاعبين ولاعبات للتنافس في مسابقات التزلج الألبي والكيرلنغ.

وقالت جود فرهود، لاعبة التزلج الألبي السعودية، التي حققت المركز الـ19 في سباق التزلج المتعرج للسيدات يوم السبت الماضي، إنها لم تحقق النتيجة التي كانت تتمناها، إلا أنها سعيدة لكونها جزءا من هذه التجربة، إذ من شأنها تعزيز ثقتها للمضي قدما.

أكبر بعثة عربية قوامها 25 رياضيا ورياضية من الكويت

شاركت الكويت بأكبر بعثة عربية قوامها 25 رياضيا ورياضية، للتنافس في مسابقات هوكي الجليد والكيرلنغ والتزلج الألبي والتزلج الحر.

وقال فارس العبيد، لاعب منتخب الكويت للتزلج، الذي يعتبر شخصية رائدة في مجال التزلج في بلاده، إنه على الرغم من احتلاله المركز الأخير في منافسة التزلج المتعرج للرجال، إلا أنه سعيد بمشاركته في هذه الدورة، وقال إن الرياضة هي أفضل طريقة لجمع الناس معا وتعزيز الصداقة بينهم وإظهار المواهب المختلفة، مضيفا أنها فرصة ممتازة لإظهار بلدانهم للعالم.

منتخب من فرد واحد

في يوم الخميس الماضي، احتفل شريف الزوايدة، لاعب المنتخب الوطني الأردني للتزلج الألبي، بعيد ميلاده الـ45 في قرية الرياضيين بمنتجع يابولي للتزلج. وعلى الرغم من عدم وجود زملاء أو أقارب بجانبه في تلك اللحظة المهمة الخاصة، نظرا لأنه الممثل الوحيد في المنتخب الأردني، إلا أنه تلقى التهنئة بعيد ميلاده من قبل رياضيين من الكويت وقطر والسعودية ودول أخرى يتواجدون هنا.

وقال الزوايدة إن هذه هي المرة الأولى التي يشعر فيها بالتفهم بين أشخاص يتشاركون شغفه بالتزلج، مشيرا إلى أن هؤلاء الرياضيين العرب الذين يتزلجون ويمثلون بلدانهم مثله تماما.

إمكانات نمو شعبية الرياضات الشتوية في الدول العربية

قال عدد من اللاعبين العرب إن الرياضات الشتوية تشهد نموا في بلدانهم خلال السنوات الأخيرة بفضل الاستثمارات المعززة في البنية التحتية ذات الصلة، فبالإضافة إلى منتجعات التزلج الطبيعية مثل "فاريا" في لبنان، قدمت المنشآت المتقدمة مثل "سكي دبي" في الإمارات فرصة لتوسيع شعبية الرياضات الشتوية في الدول العربية.

وأوضح المتزلج اللبناني أنتوني مراد، أنه في لبنان، يمكن للمتزلجين اللبنانيين الآن التدريب حوالي 60 يوما في السنة في المتوسط، مع وجود حوالي 50 متزلجا في جميع أنحاء لبنان.

وفي معرض إشارته إلى إقامة دورة الألعاب الآسيوية الشتوية لعام 2029 في تروجينا بالمملكة العربية السعودية، وهي المرة الأولى التي تقام فيها في غربي آسيا، قال حسين المسلم، المدير العام للمجلس الأولمبي الآسيوي إن الدورة التي ستقام في المملكة العربية السعودية ستزيد من شعبية الرياضات الشتوية، وستكون أحد عوامل الجذب الرئيسية للسياحة.

وأعربت فرهود عن حماسها إزاء ذلك، قائلة إنها كانت محظوظة لتعلم هذه الرياضة منذ صغرها، وأن كون السعودية أول دولة في الشرق الأوسط تستضيف الألعاب الآسيوية الشتوية يعد أمرا مذهلا.

وأضافت أن تنظيم هذه الدورة في هاربين رائع، وهناك العديد من الأشياء التي يمكن أن تتخذها السعودية مرجعا بينما تخطو خطواتها التالية في استضافة الألعاب الآسيوية الشتوية.