شاب صيني يكرّس شبابه في محطة كهربائية باكستانية
بكين 20 نوفمبر 2024 (شينخوانت) يشتغل سونغ روي البالغ عمره 33 عاما نائب مدير لمشروع محطة قاسم الكهربائية في باكستان، وتركز أعماله اليومية على تقييم أسعار الكهرباء، والإعفاء من ضريبة الاستيراد، وإدارة الشركة، والتحول الاستراتيجي، والتنسيق الخارجي وغيرها. وقبل مجيئه إلى باكستان، قد عمل سونغ روي لمدة عامين في قسم الاستثمار بشركة "باور تشاينا"، حيث كان أحد الأهداف الرئيسية للشركة في إطار مبادرة "الحزام والطريق" هو تطوير مشاريع الطاقة في الخارج. لذلك كان مستعدا لتقديم طاقاته في الخطوط الأمامية للمشروع، كما كان يأمل في أن يكون جسر صداقة من أجل تعزيز العلاقات بين البلدين.
وكان العمل في الخارج معقدا بكثير مما كان يتصور. وكان مكتب مشروع محطة قاسم الكهربائية، الذي يعمل فيه سونغ روي، مكلفا بالتواصل مع وزارة الكهرباء الباكستانية والحكومة المحلية. وفي بداية وصوله إلى باكستان، وللتكيف مع العمل في أسرع وقت ممكن، كان سونغ روي يفكر في تحسين مهاراته في التواصل الخارجي حتى أثناء تناوله الطعام والدردشة. وبالإضافة إلى الإصرار على تعلم الأعمال الأساسية واللغة الإنجليزية، غالبا ما يتناول الغداء مع الموظفين الباكستانيين، مستغلا وقت الدردشة بعد الوجبات لفهم الثقافة المحلية، ومعرفة طريقة التعامل مع السكان المحليين، كما تعلم بعض العبارات الأساسية بلغة الأوردو المحلية.
تعد محطة قاسم الكهربائية مشروعا رئيسيا للممر الاقتصادي الصيني الباكستاني. وكان سونغ روي يستمع دائما إلى قصص قدامى المشاركين في بناء المحطة، وذكروا أن المدن الكبرى مثل إسلام آباد وكراتشي ولاهور كانت تعاني من انقطاع الكهرباء لعدة ساعات يوميا، وأحيانا لأكثر من عشر ساعات في اليوم. ومنذ تشغيل محطة قاسم الكهربائية في عام 2018، تم توليد أكثر من 40 مليار كيلوواط/ساعة من الكهرباء، مما يوفر الكهرباء لأربعة ملايين منزل في باكستان. وقال سونغ روي إن الفوائد التي قدمها مشروع المحطة للتنمية المحلية لم تكن محدودة فقط في هذا الجانب، بل تعود إلى تدريب أكثر من أربعة آلاف عامل تقني محلي خلال فترتي البناء والتشغيل، مما ساهم في تزويد باكستان بعدد كبير من الكفاءات التقنية الذين أسهموا في تشغيل عدة محطات كهربائية أخرى في باكستان، كما نظم المشروع تدريبا لمدة ستة أشهر لمئة طالب جامعي باكستاني في محطات كهربائية متقدمة في الصين، حيث أصبح معظم هؤلاء الطلاب الآن من الكفاءات الرئيسية في الإنتاج والإدارة التقنية في محطة قاسم الكهربائية.
هذا وقد استغل سونغ روي ميزة كونه شابا، وفي إطار البرنامج الوطني الباكستاني لتنمية الشباب، تواصل بنشاط مع مكتب رئيس الوزراء الباكستاني لشؤون الشباب، وأطلق بشكل مشترك "برنامج ريادة الأعمال والتوظيف للشباب الصينيين الباكستانيين"، والذي يجمع موارد الشركات الصينية التابعة لمجموعة "باور تشاينا" في باكستان وغيرها من الشركات الصينية التمويل الأخرى، لتوفير فرص عمل جيدة للشباب المحليين، كما نظم أنشطة ماراثون للشباب، ومسابقات تصوير تحت شعار "الصداقة الصينية-الباكستانية"، وأسهم بشكل فعال في تعزيز التبادل الثقافي بين الشباب من البلدين.
وخلال السنوات الماضية التي قضاها في باكستان، شهد سونغ روي التواصل المتزايد بين الشباب الصينيين والباكستانيين، وشعر بعمق الصداقة بين البلدين. وقال إنه باعتباره شابا صينيا قدم مساهمة متواضعة في بناء الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، واستخدم معرفته المهنية وجهوده الدؤوب لدعم بناء مبادرة "الحزام والطريق" وتنمية الاقتصاد والمجتمع الباكستاني. وفي الوقت نفسه، زاد حبه لوطنه الأم بعد أن شهد سرعة تطور الصين، ورأى عظمة الدبلوماسية الصينية من منظور آخر، وعمق فهمه لمفهوم "مجتمع المصير المشترك للبشرية".