تحقيق إخباري: مزارعو القطن في مصر يحتفلون ببدء موسم الحصاد وسط حوافز حكومية جديدة

تحقيق إخباري: مزارعو القطن في مصر يحتفلون ببدء موسم الحصاد وسط حوافز حكومية جديدة

2024-10-07 03:10:30|xhnews

المنوفية، مصر 6 أكتوبر 2024 (شينخوا) مع شروق الشمس فوق حقول القطن الخصبة في محافظة المنوفية، شمال العاصمة المصرية القاهرة، أضاء وجه حسام سعيد الممتليء بالبهجة التي لا يمكن أن يجلبها إلا الحصاد الوفير.

بجانب زملائه المزارعين، نزل سعيد إلى حقول القطن، مستعدا لجمع المحصول الأبيض الذي دعم الاقتصاد الزراعي في مصر لعقود طويلة.

وقال سعيد لوكالة أنباء ((شينخوا)): "اعتنينا بهذه النباتات بالحب والرعاية لشهور عديدة، كعنياتنا لأطفالنا...في موسم الحصاد لا نجمع القطن فحسب، بل نجمع أيضا ثمار عملنا وتفانينا".

هذا العام، استفاد المزارعون مثل سعيد، بشكل كبير من قرار الحكومة المصرية برفع أسعار القطن، هذه الزيادة لا تعزز أرباحهم فحسب، بل تعزز أيضا دخول الأسرة، وتوفر شريان حياة طال انتظاره.

وأوضح سعيد، وهو يقطف القطن الناعم بمهارة: "لقد منحنا دعم الحكومة شعورا بالأمان، هذا الدعم يمثل مكافأة على عملنا الشاق، ويوضح أن جهدنا سيكون موضع تقدير ويشجعنا على الاستمرار".

ويمثل نظام التسعير الجديد زيادة كبيرة عن أسعار الموسم الماضي، حيث يباع القنطار متوسط التيلة (حوالي 157 كيلوجراماً من بذور القطن) الآن مقابل 10 آلاف جنيه مصري (حوالي 206 دولارات أمريكية) في صعيد مصر، في حين يبلغ سعر القنطار طويل التيلة 12 ألف جنيه مصري.

ويختلف التسعير الجديد بشكل كبير مع أسعار العام الماضي التي بلغت 4500 جنيه مصري لقنطار متوسط التيلة من وجه قبلي، و5500 جنيه مصري لقنطار طويل التيلة المنزرع عادة في محافظات وجه بحري، وهو ما يمثل مكسباً كبيراً للمزارعين.

ويتمتع القطن المصري، الذي كان يشار إليه ذات يوم باسم "الذهب الأبيض"، بإرث يمتد لقرنين من الزمان ويخلق مناخ البلاد الفريد وتربتها الخصبة الظروف المثالية للمحصول، لطالما اعتبر القطن المصري واحداً من أفضل أنواع القطن في العالم ورمزاً للرفاهية، ومع ذلك، في أعقاب ثورة 2011، عانت الصناعة بسبب الإهمال الحكومي، مما أدى إلى تدهور الجودة.

والآن، ومع التركيز المتجدد، تهدف الحكومة إلى مضاعفة إنتاج القطن.

وقال مصطفى عمارة المتحدث باسم معهد بحوث القطن في مصر "لدينا استراتيجية لتعزيز الزراعة عبر ثلاثة محاور رئيسية: تنوع البذور، وممارسات الزراعة المستدامة، والارتباطات بالسوق العالمية".

وبدأت وزارة الزراعة في تزويد المزارعين بأصناف بذور جديدة مقاومة للمناخ تنضج مبكرا وتنتج كميات أكبر، وأضاف عمارة "نحن أيضا نتبع أساليب زراعية تتوافق مع المعايير الدولية لإنتاج قطن نظيف".

على صعيد التسويق، عزز نظام تجاري جديد تم إنشاؤه في عام 2019 القدرة التنافسية للقطن المصري في السوق العالمية، وأشار عمارة إلى أن "هذا النظام يربط مزارعينا مباشرة بالسوق العالمية".

هذا العام، توسعت زراعة القطن إلى 311 ألف فدان، مقارنة بـ 255 ألف فدان في الموسم الماضي، مع توقعات بإنتاج أكثر من مليوني قنطار، مقارنة بـ 1.3 مليون قنطار في العام الماضي.

وأضاف عمارة: "نهدف إلى زراعة 750 ألف فدان من القطن عالي الجودة بحلول عام 2030،" متوقعا مستقبلًا مزدهرًا لزراعة وصناعة القطن في مصر.

وفي حقول الذهب الأبيض، تعكس طموحات سعيد هذه الرؤية الوطنية، حيث يخطط لمضاعفة مساحة القطن في الموسم المقبل.

وقال سعيد وهو يبتسم بينما كان يحمل القطن الناعم الذي يشبه الثلج بين يديه: "بهذه الأسعار، يمكننا دعم سبل عيشنا والاستثمار في ممارسات زراعية أفضل". 

الصور