(وسائط متعددة) مقالة خاصة: أطفال العراق ضحايا للحروب والإرهاب لكنهم يكافحون لتحقيق أحلامهم

(وسائط متعددة) مقالة خاصة: أطفال العراق ضحايا للحروب والإرهاب لكنهم يكافحون لتحقيق أحلامهم

2024-06-01 17:41:15|xhnews
في الصورة الملتقطة يوم 27 مايو 2024، هذال يرعى الأغنام في أرض عشبية في محافظة صلاح بالعراق. (شينخوا)

بغداد أول يونيو 2024 (شينخوا) يكافح الطفل العراقي هذال صبار شلال البالغ من العمر 10 سنوات من أجل تحقيق حلمه لكي يكون طيارا، رغم أنه فقد أبيه وعمره 40 يوما وعاش محروما من رعاية الأب.

يعاني هذال وأسرته من الحرمان ونقص الغذاء ما دفعه للعمل كراعي أغنام بأجر يومي وهو بعمر خمس سنوات، فقد قتل والده على يد تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية (داعش) كما اختطف التنظيم الإرهابي ثلاثة من أعمامه ولم يتم العثور عليهم رغم مرور 10 سنوات.

وقال هذال لوكالة أنباء ((شينخوا)) وهو يرعى الأغنام وآثار المعاناة والتعب واضحة عليه "والدي قتله تنظيم داعش، وأنا أعمل برعي الأغنام".

يختلف هذال عن جميع أطفال العالم فأمه تركته بعد مقتل أبيه، لذلك يعتمد على نفسه بكل شيء، فيستيقظ مع طلوع الشمس ليرعى الأغنام عند أحد الأشخاص لتوفير لقمة العيش، ولمساعدة جده وأبناء أعمامه الأيتام البالغ عددهم سبعة أشخاص.

وأضاف "استيقظ صباحا مع بزوغ الشمس وأذهب لرعي الأغنام وأعود ظهرا لتناول طعام الغداء وأرتاح قليلا ثم أذهب لرعي الأغنام وأعود مع غروب الشمس".

-- عمل شاق     

ويصف هذال حياته بأنها صعبة ويشعر بالألم عندما يرى الأطفال يلعبون قائلا "حياتي صعبة، وأنا أرى الأطفال يلعبون ويمرحون، بينما أنا أذهب لرعي الأغنام وأنظر إليهم كيف يلعبون".

ورغم عمله الشاق لكن هذال يسعى لتحقيق حلمه فيذهب للمدرسة التي تبعد عن منزله نحو (7 كلم) ويقطع هذه المسافة أحيانا سيرا على الأقدام إذا لم يحصل على سيارة، خاصة في الشتاء كون المنطقة ريفية ولا توجد فيها خطوط نقل عام.

ويقسم هذال السنة إلى قسمين الأول فترة الدراسة، يذهب صباحا للمدرسة ويرعى الأغنام بدله أحد أبناء أو بنات عمه، وبعد الظهر يرعى الأغنام هو، وفي الليل يعد واجباته الدراسة، أما القسم الثاني هو فترة العطلة التي يرعى الأغنام.

وتابع هذال الذي نجح قبل عدة أيام للصف الثالث الأبتدائي "استيقظ صباحا وأذهب للمدرسة بعد أن أمشي للشارع العام واستقل سيارة، وبعد إكمال دوامي انتظر سيارة تعود لأستقلها وأترجل منها بالقرب من أهلي".

وعن الهدف من هذه المعاناة بالذهاب للمدرسة والعودة منها قال هذال "أريد أحقق حلمي بأن أصبح طيارا وأعيش مثلما يعيش بقية الناس".

ويحتفل باليوم الدولي لحماية الأطفال في الأول من يونيو منذ عام 1950، بعد أن استحدث الاتحاد النسائي الديمقراطي الدولي الاحتفال بهذا اليوم بمؤتمره المنعقد بموسكو في 4 نوفمبر 1949.

ويتمنى هذال بعيد الطفل أن يعيش كل أطفال العالم بخير وسعادة، وكأنه لا يريد أي منهم أن يمر بنفس ظروفه الصعبة، قائلا "أتمنى بعيد الطفل لكل الأطفال يعيشون بخير".

في الصورة الملتقطة يوم 27 مايو 2024، هذال يرعى الأغنام في أرض عشبية في محافظة صلاح بالعراق. (شينخوا)

-- خوف وهلع

يعد هذال وأبناء أعمامه خير مثال لمعاناة أطفال العراق وتأثير التنظيمات الإرهابية عليهم لما تركته من خوف وهلع وتأثيرات نفسية عليهم، لأن هذه التنظيمات الإرهابية كانت تقتحم البيوت وتقتل الأبرياء أمام الأطفال.

وقال شلال الشمري جد هذال "داعش هاجمنا في البيت مع غروب الشمس واقتاد ثلاثة من أبنائي وقبل ذلك قتلوا أبني والد هذال".

وتابع "بعد أن أخذوا أولادي أصبح الأطفال لا ينامون، ويفزعون في الليل وهم يصرخون جاءنا، جاءنا (داعش)".

وفي هذا الصدد أكد الناشط المدني حسين محمد الذي يعمل بفريق الضلوعية التطوعي لرعاية الأيتام والعوائل المحتاجة، أن تنظيم داعش الإرهابي وطريقته الوحشية بالتعامل مع الناس تركت أثارا سلبية كثيرة على الأطفال.

وأضاف لوكالة أنباء ((شينخوا)) "كثيرا ما نواجه حالات لأطفال يعانون من الخوف والكوابيس بسبب هذا التنظيم الإرهابي كون أبيه او أحد أفراد عائلته قتل أمامه".

ويقدر محمد عدد الأطفال الأيتام في محافظة صلاح الدين بسبب تنظيم داعش وبقية التنظيمات الإرهابية أكثر من 40 ألف يتيم أغلبهم فاقدون لآبائهم.

وتزايدت نسبة الأيتام بمحافظة صلاح الدين بعد احتلال تنظيم داعش الإرهابي لثلثي المحافظة عام 2014، حيث ارتكب التنظيم الإرهابي جرائم قتل وخطف بحق أبناء المحافظة حتى باتت بعض الأسر بدون معيل ما دفعها للنزوح والهروب خارج المحافظة.

وطالب محمد المنظمات الدولية والحكومة برعاية الأيتام وإدخالهم في برامج خاصة لإزالة الآثار النفسية التي تركتها التنظيمات الإرهابية.

في الصورة الملتقطة يوم 27 مايو 2024، هذال يرعى الأغنام في أرض عشبية في محافظة صلاح بالعراق. (شينخوا)

-- حرمان من كل شيء

يعاني هذال وأفراد عائلته من الحرمان في كل شيء فلولا أحد المحسنين لماتت هذه العائلة من الجوع بعد أن سلب التنظيم الإرهابي منهم كل شيء.

وقال علي العود الذي ساعد هذه العائلة وقدم لها السكن والطعام ووفر لها مستلزمات العيش بعد أن علم بوضعهم المأساوي "ذهبت إليهم ووجدت حالهم، يبكي الإنسان، فالبعوض يلسع بهم ولا يوجد لديهم طعام"، مبينا أن هذه الأسرة تتكون من خمس عوائل.

وأضاف أن أفراد هذه العائلة "نزحوا إلينا من منطقة العيث (30 كم) شمال الضلوعية بمحافظة صلاح الدين ولا يوجد لديهم أي شيء، سوى ملابسهم، وحصلوا على خيمة في الليل يفرشونها ويناموا عليها وفي النهار يستظلون بها من الشمس".

وعن الطفل هذال قال العود "هذال فقير، ومن عمره 40 يوما والده قتله تنظيم داعش، وهو يتيم الأب والأم"، لافتا إلى أن هذال عمل لديه وعمره خمس سنوات، مؤكدا أنه يعطف على هذال كونه طفل صغير وفقير، ويساعده ويرعاه ويوفر له احتياجاته.

ودعا العود الجميع إلى مساعدة هذه الأسرة، التي فقدت بيوتها وكل ما تملك، متمنيا لها وخاصة الأطفال كل الخير.

وحسب مفوضية حقوق الإنسان العراقية يوجد بالعراق خمسة ملايين يتيم، انخرط مليون طفل منهم بسوق العمل، بسبب حالة العوز التي تعاني منها العوائل الفقيرة، مشيرة إلى وجود أربعة ملايين ونصف مليون طفل ترزح عوائلهم تحت مستوى خط الفقر.

بدوره قال الجد البالغ من العمر أكثر من 80 سنة ويعاني من عدة أمراض "لا نملك أي شيء، لا حلال (حيوانات) ولا مال ولا راتب، ولا نملك بيت أو أرض ما أضطرنا إلى تشغيل حتى بناتنا الأطفال كرعاة أغنام".

ويتمنى الجد لأحفاده مكان جيد للعيش وتخصيص راتب لهم، وعيشة كريمة ولكنه قال بحسرة وألم" كل هذه الأشياء غير متوفرة حاليا".

الصور