(وسائط متعددة) مقالة خاصة: بعد مرور ثلاث سنوات...أعمال الشغب بمبنى الكابيتول لا تزال تغذي الاضطرابات السياسية في الولايات المتحدة

(وسائط متعددة) مقالة خاصة: بعد مرور ثلاث سنوات...أعمال الشغب بمبنى الكابيتول لا تزال تغذي الاضطرابات السياسية في الولايات المتحدة

2024-01-07 12:44:15|xhnews

أنصار دونالد ترامب يحتشدون بالقرب من مبنى الكابيتول الأمريكي في واشنطن العاصمة، الولايات المتحدة، 6 يناير 2021. (شينخوا)

واشنطن 6 يناير 2024 (شينخوا) مع إحياء الولايات المتحدة الذكرى السنوية الثالثة لأعمال الشغب التي وقعت في 6 يناير 2021 واقتحم خلالها حشد غاضب مبنى الكابيتول الأمريكي، لا تزال هناك أسئلة مطروحة حول كيفية وقوع هذا الحادث، ومن المسؤول عنه، وكيف سيستمر في تشكيل السياسة الأمريكية.

في ظل الانتخابات الرئاسية المقبلة، لا تزال أعمال الشغب التي شهدها الكابيتول تغذي الاضطرابات السياسية في الولايات المتحدة وسط انقسام متزايد الشدة بين الديمقراطيين والجمهوريين، وقد تجلب المزيد من الفوضى والاضطرابات.

-- وصمة عار على الديمقراطية الأمريكية

بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020، رفض الرئيس آنذاك دونالد ترامب، المنتمي للحزب الجمهوري، التنازل لخصمه الديمقراطي جو بايدن وقال مرارا إن هناك تزويرا هائلا حدث في الانتخابات. وفي 6 يناير 2021، اقتحم الآلاف من أنصار ترامب مبنى الكابيتول بعنف، وعطلوا عملية التصديق على نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020، الأمر الذي دفع مئات المشرعين إلى إخلاء المبنى وهم في حالة من الذعر.

قال عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي بيتر ويلش، العضو السابق بمجلس النواب الذي نشر مقاطع فيديو على موقع التواصل الاجتماعي ((إكس))، المعروف سابقا باسم ((تويتر))، أثناء اندلاع أحداث الفوضى "أعتقد أننا جميعا، بما في ذلك أنا شخصيا، لدينا صور لحدث إطلاق نار جماعي"، مضيفا "كان الأمر مرعبا في تلك اللحظة".

تم توجيه الاتهام إلى أكثر من 1200 شخص بارتكاب جرائم فيدرالية في أعمال الشغب هذه، مع اعتراف أكثر من 700 شخص بالذنب، وهو ما يجعلها واحدة من أكبر التحقيقات الجنائية في التاريخ الأمريكي.

كما وُجهت إلى ترامب تهمة عرقلة إجراء رسمي وثلاث تهم أخرى نابعة مما تردد عن جهوده لإلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020. ودفع ببراءته من التهم الموجهة إليه.

إن الهجوم المميت، الذي أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة المئات من ضباط الشرطة، هو "وصمة عار" على الديمقراطية الأمريكية، وفقا لما جاء في تقرير لشبكة ((سي إن إن)) نُشر في يونيو 2021.

وذكرت هيئة الإذاعة الكندية في يناير 2022 أن "الديمقراطية الأمريكية مرت بتجربة كانت فيها على وشك الموت" وتم تحطيم مناخ الحصانة في البلاد خلال أعمال الشغب التي شهدها مبنى الكابيتول.

ووفقا لاستطلاع للرأي أجرته صحيفة ((واشنطن بوست)) وجامعة ماريلاند هذا الأسبوع، أشار أكثر من نصف الأمريكيين، أو 55 في المائة من المستطلعة آراؤهم، إلى أن أعمال الشغب في الكابيتول كانت "هجوما على الديمقراطية لا ينبغي نسيانه أبدا".

هذه الصورة التقطت في 21 يوليو 2022 لجلسة استماع علنية عقدتها اللجنة المختارة بمجلس النواب الأمريكي للتحقيق في هجوم 6 يناير 2021 على الكابيتول الأمريكي في واشنطن العاصمة، الولايات المتحدة. (شينخوا)

-- تزايد الانقسام الحزبي

بعد ثلاث سنوات، لا تزال أحداث 6 يناير 2021 تُشكل نقطة خلاف رئيسية بين الديمقراطيين والجمهوريين، في وقت يشهد تنافسا حزبيا مريرا بواشنطن.

يشير الديمقراطيون إلى الأحداث على أنها هجوم خطير على الديمقراطية الأمريكية. ويقولون إن أنصار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته آنذاك دونالد ترامب -- بناء على طلب من ترامب نفسه -- انخرطوا في "تمرد" في محاولة لعرقلة العملية الانتخابية.

ومن ناحية أخرى، يؤكد الجمهوريون أن أحداث 6 يناير كانت مجرد احتجاج خرج عن السيطرة، فيما يتهم ترامب الديمقراطيين بإتباع نهج "مطاردة الساحرات" ضده.

يرى غالبية الديمقراطيين والمستقلين أن اقتحام مبنى الكابيتول الأمريكي في 6 يناير كان هجوما على الديمقراطية، بينما يقول أكثر من 7 من كل 10 جمهوريين إن مسألة الهجوم مبالغ فيها وإنه قد "حان الوقت للمضي قدما"، وفقا لاستطلاع الرأي الذي أجرته صحيفة ((واشنطن بوست)) وجامعة ماريلاند.

من جانبه وصف كوري جرينبرج (52 عاما)، وهو موظف مكتب في واشنطن العاصمة، أحداث 6 يناير بأنها "غضب" و "تمرد"، قائلا لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنها تهدد الديمقراطية.

وصرحت شونا إيلاند (71 عاما)، وهي سيدة متقاعدة بولاية بنسلفانيا الأمريكية، لـ((شينخوا)) بأن الأحداث كانت مجرد احتجاج.

أما كلاي رامزي، الباحث في مركز الدراسات الدولية والأمنية بجامعة ماريلاند، فقال لـ((شينخوا)) إن أعمال الشغب التي وقعت في 6 يناير "خلقت خطوطا فاصلة جديدة داخل الطبقة السياسية الأمريكية"، مضيفا أنها "اختبار هام للنظام الأمريكي".

عُرض على شاشة في أرلينغتون بولاية فيرجينيا الأمريكية فيديو مأخوذ من شبكة ((إن بي سي)) الإخبارية لموظفي الأمن في مبنى الكابيتول الأمريكي أثناء تعاملهم مع الوضع الفوضوي، 6 يناير 2021. (شينخوا)

-- إمكانية حدوث مزيد من الفوضى

استمرت التداعيات السياسية حتى بعد ثلاثة أعوام. فقد ضغطت بعض الولايات الأمريكية لإبعاد ترامب عن الانتخابات الرئاسية لعام 2024، مستشهدة ببند دستوري يمنع أي شخص حاول الإطاحة بالحكومة من تولي المنصب.

وكان حكم المحكمة العليا في ولاية كولورادو قبل أسبوعين أول مرة توافق فيها محكمة ولاية أمريكية على استبعاد ترامب من الانتخابات الرئاسية لعام 2024، مستشهدة ببند التمرد الذي نادرا ما يُستخدم.

وطلب ترامب يوم الأربعاء من المحكمة العليا الأمريكية إبطال هذا الحكم، ووافقت المحكمة العليا يوم الجمعة على النظر فيه، ما يفتح الباب أمام قضية تاريخية قبل الانتخابات الرئاسية.

وقال مراقبون إن أعمال الشغب، مع انقسام آراء الناخبين حولها، ستكون عاملا في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

فقد صرح كريستوفر جالديري، أستاذ العلوم السياسية في كلية سانت أنسيلم، لـ((شينخوا)) إن أحداث 6 يناير "ستلعب حتما دورا هذا العام" في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

وقال جالديري إنه إذا كان ترامب، كما يبدو مرجحا، هو المرشح الجمهوري، فسيكون لدى المسؤولين الجمهوريين حافز قوي للتقليل من أهمية أحداث 6 يناير واحتضان ترامب.

ولدى إشارته إلى أن هذه كانت قضية رابحة للديمقراطيين في عام 2022 في العديد من الولايات المتأرجحة، يتوقع جالديري أيضا أن تكون "جزءا محوريا" من حملة بايدن ضد ترامب.

وبدوره صرح جريج كوزاك، العضو السابق في مجلس نواب ولاية أيوا الأمريكية، لـ((شينخوا)) بأن أعمال الشغب في الكابيتول ستظل تغذي الاضطرابات السياسية الأمريكية بعد مرور ثلاث سنوات عليها، وبأنه يخشى وقوع المزيد من أعمال العنف في هذا البلد.

وقال كوزاك "لقد بدأت بالفعل"، مشيرا إلى أن بعض مقار الولايات تلقت إنذارا كاذبا بوجود قنابل أو تهديدات أخرى في الأسبوع الماضي.

الصور