مقالة خاصة: فلسطيني ينجح في زراعة الفراولة بالفحم الحيوى

جنين، الضفة الغربية 6 فبراير 2023 (شينخوا) يتنقل شادي عطاطرة بين أشتال الفراولة المعلقة المزروعة داخل أرضه الزراعية في بلدة يعبد جنوب مدينة جنين شمال الضفة الغربية، متأملا حصاد تعبه ومخاطرته باستخدام تقنية جديدة في زراعتها لأول مرة في الأراضي الفلسطينية.

واستبدل عطاطرة، 47 عاما، التربة لزراعة الفراولة بالفحم الحيوي المستخلص من النبات، حيث بدت السعادة على وجهه بعد مشاهدة الثمر ينمو ويكبر ويتحول لونه من الأخضر إلى الأحمر الفاقع في إشارة إلى نضجه.

ويقول عطاطرة بينما يمسك حبات الفراولة بيده لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن إنتاج محصول الفراولة من خلال زراعتها بالفحم الحيوي تحد جديد، مشيرا إلى أن التجربة جاء بها من خلال متابعة طرق الزراعة الحديثة عبر الانترنت.

ويشير عطاطرة الذي يعمل مهندسا زراعيا إلى أن زراعة الفراولة بالفحم الحيوي تحتاج إلى عناية ورعاية مستمرة، ولكنها ذات تكلفة مادية أقل بما نسبته 75 % من الزراعة في التربة المخصصة لها والمعلقة تحديدا.

ويوضح بينما يتوسط أشتال من الفراولة المعلقة أن تكلفة زراعة دونم واحد في التربة (الدونم يعادل 1000 متر مربع) حوالي 8000 شيقل إسرائيلي (الدولار الأمريكي الواحد يساوى 3.4 شيقل إسرائيلي)، بينما في الفحم الحيوي يصل إلى 2000 شيقل.

ويشتري عطاطرة الفحم من التجار المحليين في بلدته ومن ثم يقوم بفرزه تحت أشعة الشمس لإخراج الرماد الناعم ومعالجته بإدخال أنواع البكتيريا فيه ومن وثم وضعه في أحواض أشتال الفراولة تمهيدا لزراعتها داخلها.

والفحم الحيوي مادة صلبة غنية بالكربون يتم إنتاجها من خلال عملية التحلل الحراري ويتم في هذه العملية استخدام درجة حرارة عالية في ظروف قليلة الأكسجين لتحليل الكتلة الحيوية وينتج عنها الفحم المؤلف من شظايا صغيرة وخفيفة الوزن، بالإضافة إلى بعض السوائل العضوية والغازات.

ويقول عطاطرة الذي نشر أشتال الفراولة بعد أن علقها في دفيئة زراعية على مساحة دونم إن الفحم الحيوي وهو من مصدر نباتي يمنع التعفن في الجذور والأمراض التي قد تصيبها من فطريات ويحد من انتشار الحشرات ويزيد من خصوبة التربة وإبطاء تغير المناخ.

ويطمح الرجل إلى مضاعفة إنتاج محصول الفراولة، حيث يصل إنتاج الدونم الواحد من 7 إلى 10 أطنان في الموسم سنويا، بينما عطاطرة يأمل في تخطي هذه الأرقام من خلال تقنيته الجديدة.

ويقول إن جودة المنتج من خلال زراعتها بالفحم الحيوي أعلى من زراعتها بالتربة أو مكونات أخرى من ناحية الطعم والنكهة واللون، مشيرا إلى أن الزراعة باستخدام الفحم يستمر حتى 5 أعوام عكس الزراعة بالتربة لمرة واحدة.

وبمجرد أن عرض عطاطرة ثمار الفراولة على موقعي التواصل الإجتماعي ((فيسبوك)) و((انستجرام)) تلقى عشرات الطلبات من الزبائن الذين أرادوا تذوقها والتجار لشراء كميات منها كونها المرة الأولى التي تزرع بالفحم الحيوي.

وإبراهيم أبو عيسى من تجار الخضار والفواكه في بلدة يعبد الذين اشتروا محصول الفراولة لعرضها في محله حيث وجدوا فيه طعما ولونا عن بقية الأنواع المنتشرة في الأسواق.

ويقول أبو عيسى لـ((شينخوا)) إن الزبائن الذين اشتروا من ثمار الفراولة أشادوا بها من حيث الطعم واللون وباتت مطلوبة، مشيرا إلى أن سعر الكيلو الواحد يبلغ نحو 6 دولارات.

ويشير إلى أن الفراولة المزروعة بالفحم الطبيعي تتميز بأنها تدوم لوقت أطول دون أن تفسد مقارنة مع الأنواع الأخرى المزروعة بالتربة الخاصة أو المستوردة التي لا تبقى سليمة لفترة من الوقت.

وبدأ عطاطرة مشروعه في زراعة الفراولة بالفحم الحيوي بداية نوفمبر الماضي حيث استغرق تحضير الدفيئة وتعليق الأدوات الخاصة للزراعة وتوزيع الفحم نحو 15 يوما بمساعدة أربعة من العمال يعملون معه.

وتعمل وزارة الزراعة الفلسطينية على تطوير واستحداث أساليب وأنماط زراعية حديثة بهدف توفير منتجات زراعية بجودة عالية، بحسب ما أفاد مدير دائرة الخضار بالوزارة عبد القادر الخراز.

ويقول الخراز الذي أشاد بفكرة عطاطرة لـ((شينخوا)) إن الوزارة استحدثت وسائل زراعة جديدة سواء المكشوفة أو في البيوت البلاستيكية، مشيرا إلى أن قرابة 2000 دونم من الفراولة المعلقة المحمية تزرع في الأراضي الفلسطينية.