(وسائط متعددة) تقرير إخباري: اتهامات لقوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين في غرب السودان ونداءات أممية لحماية السكان

(وسائط متعددة) تقرير إخباري: اتهامات لقوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين في غرب السودان ونداءات أممية لحماية السكان

2025-10-28 03:23:15|xhnews
في الصورة الملتقطة يوم 11 ديسمبر 2024، منازل مدمرة في قصف مدفعي على مخيم نازحين في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، السودان. (شينخوا)

الخرطوم 27 أكتوبر 2025 (شينخوا) أعلن متطوعون مقتل 47 مدنيا على يد قوات الدعم السريع في مدينة بارا بإقليم كردفان السوداني، بينما اتهمت منظمات مدنية القوات بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين في مدينة الفاشر بغربي البلاد.

وقالت شبكة أطباء السودان (متطوعون) في بيان اليوم (الإثنين) إن "قوات الدعم السريع ارتكبت مجزرة جديدة تضاف إلى سلسلة مجازرها في كردفان، حيث قامت بتصفية 47 مواطنا عزل داخل منازلهم بمدينة بارا، بينهم تسع نساء، وذلك بتهمة الانتماء إلى الجيش".

وأكدت الشبكة أن قوات الدعم السريع، منذ استيلائها على مدينة بارا، ظلت تمارس عمليات إعدام ميدانية ونهبا للممتلكات واختطافا للمواطنين، في محاولة لبث الرعب وسط الأهالي.

وأشارت إلى أن عددا من المواطنين ما يزالون في عداد المفقودين، ودعت الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والمنظمات الحقوقية إلى "التحرك الفوري لحماية المدنيين العزل في بارا وسائر مدن السودان، وفتح تحقيق دولي عاجل لمحاسبة قيادات الدعم السريع".

وكانت قوات الدعم السريع قد أعلنت في 25 أكتوبر الجاري سيطرتها على مدينة (بارا) بولاية شمال كردفان الواقعة في وسط السودان.

وفي بيان آخر، قالت شبكة أطباء السودان اليوم إن قوات الدعم السريع نفذت عمليات تصفية "على أساسٍ إثني" في مدينة الفاشر، كما أقدمت على نهب المرافق الطبية والصيدليات، مما زاد من معاناة المرضى والمصابين في المدينة التي تشهد أوضاعا إنسانية حرجة.

وأضافت الشبكة "في مجزرة بشعة، أقدم الدعم السريع على قتل مواطنين عزل على أساسٍ إثني في جريمة تطهير عرقي، وتشير تقارير فرقنا الميدانية إلى أن أعداد الضحايا تفوق العشرات، في ظل صعوبة الوصول إلى المناطق المنكوبة بسبب الانفلات الأمني الكامل".

ومن جانبها، أصدرت تنسيقية لجان المقاومة بمدينة الفاشر بيانا اليوم، قالت فيه إن المدنيين الفارين من المدينة يواجهون خطر القتل أو الاحتجاز من قبل قوات الدعم السريع أثناء محاولتهم مغادرة مناطق القتال.

وناشدت التنسيقية المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية "التدخل العاجل لحماية المدنيين وتوفير ممرات آمنة للنازحين".

وأدانت وزارة الثقافة والإعلام والسياحة السودانية ما اسمته "الجرائم البشعة والمروعة" التي ارتكبتها قوات الدعم السريع بحق المواطنين في مدينتي الفاشر وبارا.

وقالت الوزارة في بيان اليوم إن قوات الدعم السريع "تواصل ارتكاب المجازر الوحشية وأعمال القتل والتعذيب والسلب والنهب ضد المدنيين العزل، في مشهد يجسد أبشع صور انتهاك حقوق الإنسان والاستهانة بقدسية الحياة".

في الصورة الملتقطة يوم 15 ديسمبر 2024، مشهد لأشخاص نازحين من منطقة السامراب داخل مدرسة في حي الأهْمَدة بمدينة بحري، شمالي العاصمة السودانية الخرطوم. (شينخوا)

وفي السياق ذاته، عبرت منظمات أممية عن قلق بالغ إزاء الأوضاع الإنسانية المتدهورة بمدينة الفاشر ونزوح آلاف المدنيين.

وقالت منظمة الهجرة الدولية في بيان اليوم إنها رصدت "حالات نزوح جديدة من مدينة الفاشر" خلال الساعات الماضية، مضيفة أن "الخدمات محدودة، والناس يفرون الآن بغض النظر عن أعمارهم أو جنسهم بعد رحلات طويلة بحثا عن الأمان".

من جهته، حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بالسودان (أوتشا) من أن سكان الفاشر يعيشون "في حالة حصار وخوف شديد"، مشيرا إلى أن المدنيين يفتقرون إلى الغذاء والمياه والرعاية الصحية.

وقال المكتب في بيان اليوم "يجب أن يتوقف القتال في الفاشر، وفي دارفور، وفي جميع أنحاء السودان، ويجب حماية المدنيين".

وتأتي هذه التطورات وسط تصاعد العنف في مدينة الفاشر بغرب السودان، بعد إعلان قوات الدعم السريع أمس سيطرتها الكاملة على المدينة، التي كانت تمثل آخر المعاقل الرئيسية للجيش السوداني في إقليم دارفور.

ولم يعلق الجيش السوداني حتى الآن على التقارير المتداولة بشأن الوضع في الفاشر.

وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 700 ألف مدني نزحوا من مدينة الفاشر منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023، بينما يعيش من تبقى داخل المدينة في أوضاع إنسانية حرجة، حيث تتناقص الإمدادات الغذائية والدوائية، ويهدد انتشار الأوبئة حياة الآلاف من الأطفال والنساء وكبار السن.

وخلال الأشهر الماضية، دفعت الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي باتجاه التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في مدينة الفاشر، غير أن جهود الوساطة الإقليمية والدولية لم تحقق أي اختراق يذكر، في ظل تعثر المحادثات السياسية بين طرفي النزاع واستمرار المعارك في دارفور وكردفان.

وتعد مدينة الفاشر آخر المراكز الإدارية الكبرى في إقليم دارفور التي كانت لا تزال تحت سيطرة الجيش السوداني، وتكتسب أهمية استراتيجية باعتبارها مقر حكومة شمال دارفور وقيادة الفرقة السادسة مشاة، فضلًا عن موقعها الحيوي الرابط بين ولايات دارفور الخمس.

ومنذ 10 مايو 2024، تدور مواجهات عنيفة في المدينة بين الجيش السوداني وحلفائه من جهة، وقوات الدعم السريع من جهة أخرى.

ويقاتل إلى جانب الجيش السوداني عدد من الحركات الدارفورية المسلحة التي وقعت مع حكومة السودان اتفاق سلام جوبا عام 2020، أبرزها حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، وحركة العدل والمساواة بزعامة جبريل إبراهيم.

ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023 حربا خلفت عشرات الآلاف من القتلى وملايين النازحين داخل وخارج البلاد.

الصور