مقابلة خاصة: مسؤول مصري يتطلع إلى تعاون أوثق مع الصين لمكافحة التصحر وتعزيز الأمن المائي

مقابلة خاصة: مسؤول مصري يتطلع إلى تعاون أوثق مع الصين لمكافحة التصحر وتعزيز الأمن المائي

2025-10-21 04:01:15|xhnews

القاهرة 20 أكتوبر 2025 (شينخوا) قال حسام شوقي، رئيس مركز بحوث الصحراء، أحد أقدم المراكز البحثية في مصر والتابعة لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، إن مصر تسعى إلى تعميق التعاون مع الصين في مجال مكافحة التصحر، وإدارة الموارد المائية، وتعزيز الإنتاجية الزراعية، مستفيدة من خبرة الصين في تشجير الأراضي الجافة وتحقيق التنمية المستدامة.

وأوضح شوقي في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) يوم الأحد، أن التجربة الناجحة للصين في مكافحة التصحر، ولا سيما في صحراء تاكلاماكان، تمثل نموذجاً قيما يمكن لمصر الاستفادة منه.

وقال شوقي "إن الحزام الأخضر في الصين ومشروعات الاستصلاح واسعة النطاق تمثل نماذج نحتذي بها"، مضيفاً أن مصر تتطلع إلى "الاستفادة من خبرة الصين في الإدارة المستدامة للأراضي والمياه".

وأشار إلى أن التعاون بين البلدين جار بالفعل من خلال التبادل العلمي والأكاديمي، لافتاً إلى أن العديد من الباحثين المصريين حصلوا على درجات الماجستير والدكتوراة في الصين في مجالات البيئة والزراعة ومكافحة التصحر، وهؤلاء الباحثون يشكلون اليوم "جسراً يربط بين المؤسسات المصرية والصينية".

ووقعت عدة مراكز بحثية مصرية وصينية مؤخراً، من بينها مركز بحوث الصحراء، بروتوكول تعاون لتعزيز البحث العلمي والتعاون الأكاديمي وتبادل الخبرات.

وبموجب الاتفاق، سيتم إنشاء مكتب إقليمي لمركز البحوث الصيني - الإفريقي في القاهرة داخل مركز بحوث الصحراء، بهدف تعزيز التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف بين المؤسسات البحثية الصينية والمصرية وشمال إفريقيا، كما سيتولى المكتب الإشراف على برامج تدريب مشتركة لبناء قدرات الكوادر الإفريقية.

وعن المكتب الجديد، قال شوقي إنه "سيقدم برامج تدريب وتوعية إلى شركائنا الأفارقة"، معرباً عن أمله في أن يصبح التعاون المصري-الصيني نموذجاً يحتذى به تستفيد منه الدول الإفريقية الأخرى التي تواجه تحديات بيئية مماثلة.

وأضاف أن مركز بحوث الصحراء يعمل أيضاً مع مستثمرين وعلماء صينيين على زراعة محاصيل غير تقليدية وعالية الإنتاجية يمكنها النمو في الأراضي عالية الملوحة والجافة، موضحاً "أننا نركز على تحقيق أعلى إنتاجية ممكنة مع أقل استهلاك للمياه".

وأكد شوقي أن مصر تواجه "تحدياً هائلاً" في تلبية احتياجات الغذاء لسكانها المتزايدين، في ظل ندرة المياه ومحدودية الأراضي الصالحة للزراعة.

وقال "لقد تجاوزت مصر بالفعل مستوى الفقر المائي"، مشيراً إلى أن نصيب الفرد من المياه لا يتجاوز 500 متر مكعب سنوياً، أي أقل بكثير من الحد الدولي البالغ 1000 متر مكعب الذي يعرف به ندرة المياه.

ولسد الفجوة بين العرض والطلب على المياه، تبنت مصر تقنيات متقدمة مثل تحلية المياه ومعالجة مياه الصرف، رغم أن ارتفاع التكلفة ما زال يمثل تحدياً.

وأضاف: "كل عام تفقد مصر أراضي بسبب التصحر والجفاف وزحف الكثبان الرملية"، مشدداً على أن "التعاون مع الصين في مشروعات الحزام الأخضر والتشجير أمر حيوي، ليس فقط لحماية البيئة، بل أيضاً لحماية الاستثمارات في المناطق العمرانية والزراعية الجديدة".

واختتم شوقي مؤكداً أن التزام مصر والصين المشترك بتحقيق التنمية المستدامة يجعل من التكنولوجيا والبحث العلمي والتعاون الدولي، وخاصة مع الصين، أدوات أساسية لضمان الموارد المائية وتعزيز الأمن الغذائي وحماية مستقبل الأجيال القادمة. 

الصور