مقابلة: رئيس مجموعة أعمال ألمانية: الصين قادرة على التكيف مع حالات عدم اليقين من أجل تنمية طويلة الأمد

مقابلة: رئيس مجموعة أعمال ألمانية: الصين قادرة على التكيف مع حالات عدم اليقين من أجل تنمية طويلة الأمد

2025-10-21 01:13:15|xhnews

برلين 20 أكتوبر 2025 (شينخوا) أظهرت الصين، خلال فترة الخطة الخمسية الـ14 (2021-2025)، قدرتها على تحويل الصدمات الخارجية إلى فرص من أجل التطور طويل الأمد، حسبما أفاد رئيس مجموعة تجارية ألمانية في مقابلة حديثة مع وكالة أنباء ((شينخوا)).

وأشار ميخائيل شومان، رئيس مجلس إدارة الجمعية الفيدرالية الألمانية للتنمية الاقتصادية والتجارة الخارجية، إلى أنه على الرغم من حالة عدم اليقين العالمية، واصلت الصين الابتكار والرقمنة والسعي نحو التحول الأخضر بالتزامن مع الحفاظ على الاستقرار الاجتماعي.

وقال شومان:"عدد قليل من الدول يمكنها تحقيق مثل هذا التوازن. يمكنني وصف هذه السنوات الخمس بأنها فترة تحول مفعم بالصلابة والصمود، حيث أصبحت التحديات محفزات للتحديث"، مضيفا أن "خطط الصين تتمتع بجودة مختلفة، حيث يميل التنفيد إلى أن يكون أكثر اتساقا مع الخطط، والأشخاص المشاركون في العملية مدربون تدريبا عاليا على التنفيذ".

وأوضح شومان أن "الصين حققت تقدما في مجال الابتكار، ووسعت بنيتها التحتية الرقمية، وسرَّعت التحول الأخضر، وزادت من تحسين مستوى معيشة الشعب. هذا المزيج من الإصلاح الهيكلي والاستقرار الاجتماعي مثير للإعجاب حقاً."

وسلط شومان الضوء على فلسفة التنمية الصينية، التي تتمحور حول الابتكار والتنسيق والنمو الأخضر والانفتاح، قائلا "هذا يذكرنا بأن أرقام الناتج المحلي الإجمالي لم تعد كافية وحدها، فالتنمية يجب أن تُقاس من خلال الاستدامة والشمول والقدرة على الصمود."

وأشار شومان إلى أنه انطلاقا من هذه الرؤية ، فإن مفهوم "القوى الإنتاجية الجديدة عالية الجودة" يمثل تحولاً مهماً في نموذج التنمية الصيني، مردفاً بقوله: "إنه يُظهر أن النمو المستقبلي يعتمد بدرجة أقل على العمالة منخفضة التكلفة، وبدرجة أكبر على التقنيات المتقدمة، والطاقة الخضراء، والمنصات الرقمية، ورأس المال البشري. وهذا بالنسبة للصين يعني إطلاق محركات جديدة للتحديث. وبالنسبة للعالم، يعني إعادة تشكيل محركات النمو العالمي نحو الاستدامة والازدهار المشترك".

وقال شومان إنه زار الصين ثلاث مرات بالفعل خلال العام الجاري، وشهد بنفسه حيوية الاقتصاد الصيني. وأوضح أنه خلال إحدى زياراته لمصنع للسيارات الكهربائية في بكين، انبهر بالمستوى العالي للأتمتة والكفاءة، وهو ما يعكس - حسب قوله- الزخم القوي للابتكار الصناعي في الصين.

وأضاف أن مثل هذا التقدم يعيد تشكيل سلاسل الإمداد العالمية واستراتيجيات الأعمال العالمية أيضا، مشيرا إلى أن العديد من الشركات الألمانية توسع وجودها في الصين للاستفادة من سوقها والبقاء على اتصال بشبكات التصنيع العالمية.

وقال شومان إن بيئة الابتكار الديناميكية في الصين تعمل كـ"غرفة تدريب" للشركات الأجنبية الساعية للحفاظ على قدرتها التنافسية.

وأكد شومان أنه في ظل تصاعد الحمائية والتحديات التي تواجه سلاسل الإمداد العالمية، يرسل الانفتاح المؤسسي المستمر في الصين إشارة قوية على الاستقرار.

وأضاف أنه: " في وقت تتجه فيه العديد من الاقتصادات نحو الانغلاق، تقوم الصين بعكس ذلك تماما وتواصل الانفتاح"، مشيرا إلى أن النمو المستمر في قطارات الشحن السريع بين الصين وأوروبا يعد مثالا ملموسا على كيفية ترجمة الارتباطية إلى نمو مشترك.

وتابع قائلا إن "خطوط السكك الحديد بين الصين وأوروبا لا تتعلق بالتجارة فقط، بل تتعلق أيضا ببناء الثقة والاستقرار والتنمية. على سبيل المثال، مدينة دوسبورغ، التي كانت في السابق مدينة صناعية، شهدت اليوم تحولاً كبيراً بفضل مراكز الخدمات اللوجستية والشركات الجديدة المرتبطة بخطوط السكك الحديد بين الصين وأوروبا. لقد أحدثت خطوط السكك هذه بالفعل تأثيرا متسلسلا، ما عزز الاقتصاد المحلي وحقق فوائد ملموسة للمجتمعات الألمانية".

وبالنظر إلى المستقبل، قال شومان إن آلية الخطة الخمسية الصينية تظل واحدة من أبرز نقاط القوة المؤسسية في البلاد، إذ تجمع بين الرؤية طويلة الأمد والتميز التشغيلي، وتضمن الاتساق بين الوزارات والمناطق والصناعات، وهو أمر يصعب تحقيقه في دول أخرى.

وبالتزامن مع استعداد الصين لوضع الخطة الخمسية الـ15، يتوقع شومان أن يركز الإطار الجديد على النمو الأخضر، والتحول الرقمي، وتطوير قوى إنتاجية جديدة عالية الجودة. وأعرب عن أمله في أن تواصل الصين تعميق التعاون الدولي في مجالات مثل تكنولوجيا المناخ، والقدرة المالية المستدامة، وإصلاح الحوكمة العالمية.

وقال شومان في ختام حديثه: "أتوقع أن أرى الصين وقد أصبحت أكثر خضرة، وأكثر ابتكارا، وأكثر ارتباطا بالعالم .. أتوقع أن أرى الصين تواصل تعزيز الاستقرار والازدهار المشترك".

الصور