تحقيق اخباري: موسم قطف الزيتون الأصعب على الفلسطينيين وسط تصاعد هجمات المستوطنين
رام الله، 19 أكتوبر 2025 (شينخوا) لم يكن موسم قطف الزيتون هذا العام كسابقيه بالنسبة للفلسطينيين في الضفة الغربية، إذ تحول إلى مشهد من الخوف والعنف بعد تصاعد هجمات المستوطنين التي طالت المزارعين وحقولهم في مناطق عدة.
في بلدة المغير شرق رام الله، كاد المزارع الفلسطيني أيمن أبو عليا أن يفقد حياته عندما هاجمه مستوطنون أثناء توجهه لقطف الزيتون، فأجبر على القفز من مركبته بينما كانت تسير محاولاً النجاة من الحجارة والعصي التي انهالت عليه.
يقول أبو عليا لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الهجوم كان "عنيفاً ومباغتاً"، إذ "حطم المستوطنون المركبة وثقبوا عجلاتها قبل أن يلاحقوني لأضطر إلى القفز منها والهرب".
قبل دقائق من ذلك، كانت قريبته المسنة "أم صالح" قد تعرضت للضرب على رأسها من أحد المستوطنين، ما أدى إلى إصابتها بنزيف دماغي نقلت على إثره إلى المستشفى بحالة حرجة، وفق ما أكد أبو عليا.
وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع مصور، يظهر مستوطناً يضرب سيدة مسنة بعصا على رأسها.
ويضيف المزارع أن هذه الهجمات غير مسبوقة، مشيرا إلى أن "هذا العام أشبه بالحرب، المستوطنون يهاجمون المزارعين يومياً ويمنعونهم من الوصول إلى أراضيهم".
ويقول إن قوات الجيش الإسرائيلي منعت المزارعين من البقاء في أراضيهم الزراعية في المنطقة، فيما واصل المستوطنون هجماتهم بإحراق مركبات والاعتداء بالضرب على الأهالي.
وتشهد الضفة الغربية منذ مطلع أكتوبر الجاري تصعيداً في اعتداءات المستوطنين على الحقول الفلسطينية تزامناً مع موسم قطف الزيتون، الذي حددته وزارة الزراعة الفلسطينية في التاسع من الشهر الجاري.
ويصف المزارع عطاف أبو عليا المشهد بأنه "حرب مفتوحة"، قائلاً "كل يوم هناك هجمات، حتى عند الحواجز العسكرية يعتدون على المركبات ويرشون غاز الفلفل على الركاب".
وأطلقت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية حملة لمساعدة المزارعين على الوصول إلى أراضيهم في المناطق المهددة، مؤكدة أن هذا الموسم من أصعب المواسم في السنوات الأخيرة.
وقال عبد الله أبو رحمة، مدير عام العمل الشعبي في الهيئة، لـ (( شينخوا)) إن "الهجمات تبدو منظمة ومخططاً لها مسبقاً، وهناك تنسيق واضح بين المستوطنين والجيش"، مضيفاً أن "بعض المستوطنين يأتون بزي الجيش الإسرائيلي وسلاحه لتهديد المزارعين ومنعهم من قطف الزيتون".
وأشار أبو رحمة إلى أن المستوطنين اعتدوا مؤخراً على متطوعين ومزارعين في بلدة فرخة قرب سلفيت، حيث تدخل الجيش لمحاولة إبعاد الأهالي عن أراضيهم، محذراً من أن الهدف "هو تفريغ الأرض تمهيداً للاستيلاء عليها وإقامة بؤر استيطانية جديدة".
ووفق تقديرات فلسطينية، أقام المستوطنون منذ أكتوبر 2023 نحو 150 بؤرة استيطانية جديدة في الضفة الغربية، غالبيتها قرب التجمعات البدوية أو على أراضٍ زراعية.
ويقول فياض فياض، رئيس مجلس الزيت والزيتون الفلسطيني، إن "موسم هذا العام هو الأخطر"، موضحاً أن "نحو 20 % من الإنتاج فقد بسبب منع المزارعين من الوصول إلى 128 ألف دونم من أراضيهم منذ العام الماضي".
ويضيف أن "الفلسطينيين يملكون نحو 40 ألف دونم من أشجار الزيتون في مناطق يصعب الوصول إليها أو تقديم الخدمات الزراعية لها، ما ينعكس سلباً على حجم الإنتاج".
وتوقع فياض أن يشهد هذا الموسم تراجعاً كبيراً في كمية المحصول نتيجة شح الثمار واستمرار الهجمات اليومية، قائلاً إن "ما يواجهه المزارعون هذا العام لم يحدث بهذه الحدة من قبل".