مقالة خاصة: جهود لإزالة الركام وفتح الطرق في غزة وسط تحديات نقص الوقود والمعدات

مقالة خاصة: جهود لإزالة الركام وفتح الطرق في غزة وسط تحديات نقص الوقود والمعدات

2025-10-18 21:09:45|xhnews

غزة 18 أكتوبر 2025 (شينخوا) على قدم وساق، تعمل السلطات المحلية والبلديات في غزة على إزالة الركام وفتح الطرق في مختلف مناطق القطاع المدمر جراء الحرب الإسرائيلية لإعادة الحياة إليه تدريجياً، وتسهيل مرور المركبات، وإقامة مخيمات لإيواء النازحين.

فمنذ اللحظة الأولى لوقف إطلاق النار في العاشر من أكتوبر الجاري، تحركت جرافات وآليات قليلة تملكها البلديات في غزة لفتح الشوارع ورفع الركام، وإزالة الكثبان الترابية التي خلفتها الآليات العسكرية الإسرائيلية.

ودخل وقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) واسرائيل حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر الجاري بعد جولة مفاوضات غير مباشرة بمدينة شرم الشيخ المصرية في إطار خطة طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أواخر سبتمبر الماضي.

وقال المتحدث باسم بلدية غزة عاصم النبيه، لوكالة أنباء ((شينخوا)) "بدأنا منذ اليوم الأول تحريك الجرافات والآليات التي نملكها، رغم أنها قليلة جداً جراء استهداف عدد كبير منها خلال الحرب، للعمل على إزالة الركام وفتح الطرق وإزالة السواتر الترابية التي أقامتها القوات الإسرائيلية".

وتابع النبيه "لا يوجد شارع أو حي أو زقاق في قطاع غزة إلا وستجد فيه دماراً جزئياً أو كلياً بسبب آلة الحرب الإسرائيلية".

وتابع أن كمية الركام في القطاع تُقدّر بما بين 55 و70 مليون طن من الأنقاض.

وأوضح النبيه أن الجيش الإسرائيلي دمّر ما يقارب 90 في المائة من البنية التحتية في القطاع، بما في ذلك شبكات الطرق والمياه والصرف الصحي والكهرباء، وهو ما جعل إزالة الركام وإعادة فتح الطرق من أبرز الأولويات بعد إعلان وقف إطلاق النار.

وقدر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة في بيان الخميس وجود 70 مليون طن من الركام والأنقاض، و20 ألف جسم لم ينفجر جراء الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة.

وقال المكتب في بيانه إن الركام يضم آلاف المنازل والمنشآت والمرافق الحيوية التي دمرها الجيش الإسرائيلي، مما حول القطاع إلى منطقة "منكوبة بيئياً وإنشائيا".

وتهدف عمليات إزالة الركام إلى تسهيل مرور المركبات، وإقامة مخيمات لإيواء النازحين الذين دُمّرت منازلهم، خصوصاً مع اقتراب فصل الشتاء، وفق مسؤول العلاقات العامة في بلدية غزة حسني مهنا.

وقال مهنا لـ(شينخوا) "نعمل في ظروف صعبة للغاية نتيجة النقص الحاد في الآليات والوقود والمعدات، إلى جانب العجز في الكوادر البشرية".

وتابع "أن العديد من الموظفين فقدوا منازلهم أو نزحوا بسبب الحرب، مما زاد العبء على طواقم البلدية القليلة المتبقية".

وفي ظل هذا النقص، انخرط عدد كبير من المتطوعين الشباب في هذه العمليات، حيث بادر العديد منهم للمساعدة في تنظيف شوارعهم وإزالة الركام من أحيائهم.

وأضاف مهنا "أن البلديات تعاني من نقص كبير في الموارد المالية واللوجستية، وحتى لو توفرت المعدات فإن أكبر التحديات هو نقص الوقود اللازم لتشغيل الآليات".

وأكد الحاجة إلى "معدات ثقيلة ووقود وأيدٍ عاملة ودعم مالي دولي يمكنه تسريع وتيرة العمل لأن استمرار الوضع الحالي سيجعل عملية إزالة الركام تمتد لعقود".

وفي إطار الجهود العربية والدولية، تعمل آليات اللجنة المصرية لإغاثة أهالي غزة، في مناطق عدة من مدينة غزة وشمال القطاع بالتعاون مع السلطات المحلية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

وبدأت اللجنة العمل فور دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ لإزالة الركام في مناطق شمال القطاع، وفق المتحدث الإعلامي باسمها محمد منصور.

وقال منصور لـ(شينخوا) "إن المناطق التي يتم تنظيفها من الركام سيتم تخصيصها لإقامة مخيمات إيواء للعائلات النازحة التي فقدت منازلها".

وتعمل اللجنة أيضا على حفر الآبار وتشغيل المخابز وتوفير المياه في المناطق المتضررة، بحسب منصور.

وأضاف "أن الهدف من هذه الجهود هو تعزيز صمود سكان غزة ومنع تهجيرهم إلى خارج القطاع"، مؤكدا "أن قطاع غزة الذي مزقته الحرب يحتاج إلى إعادة بناء من الصفر".

وتابع "كأن زلزالاً ضرب هذه المنطقة. ومهمتنا الحالية هي تهيئة الأرض لإعادة الإعمار وإغاثة السكان المحليين لتخفيف معاناتهم".

وتعمل اللجنة المصرية حالياً على إنشاء مخيمات إيواء كبيرة في منطقة التوام شمال مدينة غزة لتوفير مأوى للعائلات التي دُمرت منازلها بالكامل، وتنسق أعمالها ميدانياً مع كوادر فلسطينية في غزة، بينما يتولى مقرها الرئيسي في القاهرة التنسيق مع الهلال الأحمر المصري لتسهيل العمل الإغاثي، بحسب منصور.

وتسابق فرق العمل الزمن لتجهيز مراكز الإيواء وتزويدها بالمياه قبل بدء الشتاء، وفق عبد حمادة، وهو فلسطيني يعمل في اللجنة المصرية.

وأضاف حمادة "أن جميع سكان قطاع غزة مرهقون من الحرب ويحتاجون حالياً إلى مأوى وخدمات أساسية عاجلة قبل البدء في عملية الإعمار الشاملة".

فيما قال أحمد قاسم، وهو نازح فقد منزله خلال الحرب، "إن اللجنة تقوم بعمل رائع. نحن بحاجة إلى المأوى أكثر من أي شيء آخر الآن".

وأضاف "فقدت عائلتي مأواها الوحيد بعد قصف إسرائيلي. نزحنا أكثر من مرة، وحتى اليوم لا تصلنا المياه بشكل منتظم ونضطر إلى حملها من مسافات بعيدة. نحن بحاجة إلى بنية تحتية جديدة للصرف الصحي والمياه قبل الشتاء"

ويشارك برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) في جهود إزالة الأنقاض وإعادة تأهيل المناطق المتضررة.

وقال كبير الأخصائيين الفنيين لإدارة الأنقاض في البرنامج محمد مزيد، "إن الجهود المشتركة التي بذلها متطوعو ومتطوعات البرنامج على الأرض وفي الفضاء الإلكتروني أسفرت عن نتائج ملموسة، من بينها خطة عمل دقيقة وتقديرات كمية للأنقاض ولوحات بيانات تفاعلية وتقارير موجهة للمانحين".

وأضاف مزيد أن "هذه الأدوات منحت البرنامج قدرة أكبر على التحرك السريع والمحافظة على الشفافية، وتبني حلول مبتكرة لتسريع وتيرة العمل في الميدان".

وأكد أن البرنامج "يعمل جنباً إلى جنب مع السلطات المحلية واللجنة المصرية لتنسيق عمليات إزالة الركام وتقييم الاحتياجات العاجلة بما يضمن أن تسير الجهود وفق خطة منظمة وواضحة".

وفي الوقت الذي تتواصل فيه أعمال إزالة الركام وفتح الطرق في المدن والمخيمات الفلسطينية، يأمل سكان غزة أن تسهم الجهود الجارية في تمهيد الطريق نحو مرحلة جديدة من الإعمار والاستقرار بعد سنوات طويلة من الدمار والمعاناة.

الصور