الرئيس اللبناني: صمت الدول الراعية على خروقات إسرائيل "تقاعس خطير"
بيروت 18 سبتمبر 2025 (شينخوا) أدان الرئيس اللبناني جوزاف عون الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت اليوم (الخميس) بلدات في جنوب لبنان، معتبرا أن صمت الدول الراعية لاتفاق وقف الأعمال العدائية "تقاعس خطير يشجع على الاعتداءات".
وقال عون، وفق ((الوكالة الوطنية للإعلام)) اللبنانية الرسمية، إن القصف الجوي "يشكل انتهاكا فاضحا لقرار مجلس الأمن 1701".
وأشار إلى أن الغارات سبقتها "اعتداءات مماثلة" في مناطق شرق البلاد.
وأكد "أن إسرائيل لا تحترم عمل الآلية (اللجنة العسكرية الخماسية برئاسة الولايات المتحدة وتضم فرنسا وقوة الأمم المتحدة العاملة بجنوب لبنان (اليونيفيل) ولبنان واسرائيل لمراقبة تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية) ولا أي من الدول الراعية للاتفاق".
ورأى أن "صمت الدول الراعية تقاعس خطير يشجع على هذه الاعتداءات، ويجب أن تخدم الآلية جميع الأطراف، لا أن تكون وسيلة لتغطية اعتداءات إسرائيل، لقد آن الأوان لوضع حد فوري لهذه الانتهاكات السافرة لسيادة لبنان".
بدوره، اعتبر رئيس البرلمان نبيه بري في بيان أن الغارات "تتجاوز كونها خروقات لاتفاق وقف إطلاق النار لتصبح عدوانا على لبنان وسيادته وجيشه وقوات اليونيفيل" متهماً إسرائيل بـ"محاولة عرقلة تنفيذ القرار 1701".
وطالب بري "المجتمع الدولي والدول الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار وبخاصة الولايات المتحدة للمسارعة بإتخاذ الإجراءات الفورية وإرغام إسرائيل ومستوياتها السياسية والعسكرية لوقف اعتداءاتها فورا".
من جانبه، استنكر رئيس الوزراء نواف سلام في مداخلة خلال جلسة لمجلس الوزراء التهديدات الإسرائيلية والإنذارات العاجلة لإخلاء المنازل.
ودعا، بحسب الوكالة اللبنانية الرسمية، المجتمع الدولي، ولا سيما الدول الراعية للاتفاق، إلى ممارسة أقصى درجات الضغط على إسرائيل للعودة إلى آلية وقف الأعمال العدائية، بما يشمل الانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة والإفراج عن الأسرى.
وأكد "تمسك الحكومة اللبنانية بمسار وقف الأعمال العدائية وأنها منخرطة في اجتماعات آليته (اللجنة العسكرية الخماسية).
وتساءل سلام "أين هو التزام إسرائيل بهذه الآليات، وكيف يمكنها مواصلة الترهيب والاعتداءات بينما يفترض بهذه الاجتماعات أن تضمن التطبيق الكامل للقرار 1701 ووقف العمليات العدائية".
من جهتها، حذرت قيادة الجيش اللبناني في بيان من أن "الاعتداءات والخروقات الاسرائيلية تعيق انتشار الجيش في الجنوب، واستمرارها سيعرقل تنفيذ خطته ابتداءً من منطقة جنوب الليطاني".
وقال بيان الجيش "يواصل العدو الإسرائيلي خروقاته التي فاق عددها 4500 خرق منذ دخول اتفاق وقف الأعمال العدائية حيز التنفيذ في نوفمبر الماضي عقب عدوانه الأخير على لبنان في العام 2024".
وكان الطيران الإسرائيلي قد استهدف اليوم مباني في بلدات ميس الجبل وكفرتبنيت ودبين والشهابية وبرج قلاويه بمحافظة النبطية، بعد توجيه إنذارات للسكان بالإخلاء بزعم استهداف "بنى تحتية عسكرية تابعة لحزب الله".
وكان اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل، برعاية أمريكية وفرنسية، قد دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر 2024.
ورغم الاتفاق ينفذ الجيش الإسرائيلي ضربات في لبنان يقول إنها لإزالة "تهديدات" حزب الله، كما يحتفظ بوجود عسكري في خمس نقاط حدودية رغم انتهاء المهلة المحددة لانسحابه الكامل في 18 فبراير الماضي.