مقالة خاصة: باحثون يراقبون بدقة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على الطرق عبر إطار عمل جديد
بكين 15 سبتمبر 2025 (شينخوا) كشف بحث علمي حديث نشر في مجلة "المدن والمجتمع المستدام" عن قيام فريق من الباحثين الصينيين بتطوير إطار عمل هجين لتتبع مصادر انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على الطرق وتغيرها في الوقت الفعلي بدقة تصل إلى 30 مترا.
يتم تطبيق هذه التكنولوجيا في شنتشن بمقاطعة قوانغدونغ جنوبي الصين، ومن المتوقع أن يتم استخدامها في المزيد من المدن في المستقبل لتقييم وتعزيز خفض ثاني أكسيد الكربون على الطرق الحضرية.
في ظل التسارع الكبير في وتيرة التوسع العمراني وازدياد حركة السكان، تشهد انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على الطرق ارتفاعا مطردا، مما يشكل تحديا كبيرا أمام تحسين المناخ المحلي والصحة العامة وتحقيق هدف الحياد الكربوني.
وفي هذا السياق، قال وانغ لي، مؤلف مشارك في البحث وباحث في معهد أبحاث المعلومات الفضائية التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، إن الأنظمة السابقة لتتبع انبعاثات الكربون كانت تعاني من محدودية كبيرة في الدقة المكانية.
وتابع وانغ قائلا إن هذا القصور كان يحول دون القدرة على رصد التغيرات الدقيقة في الانبعاثات من مختلف أجزاء الطرق أو على مدار الوقت. ونتيجة لذلك، يصبح من الصعب للغاية تتبع مصادر الانبعاثات بدقة أو تفسير أسبابها.
لذا فيعتبر تطوير طرق مراقبة دقيقة لإجراء تحليل متعدد العوامل لمستويات ثاني أكسيد الكربون على الطرق أمرا بالغ الأهمية لخفضها بشكل فعال.
تمكن فريق البحث من تطوير إطار عمل متكامل يجمع بين تقنيات الذكاء الاصطناعي الشامل وأنظمة المراقبة المتنقلة، مما يمكنه التنبؤ بتركيزات ثاني أكسيد الكربون على الطرق بدقة 30 مترا كل ساعة، مع توفير تنبؤات ديناميكية بتطور هذه الانبعاثات خلال النهار في شبكات المرور الحضرية.
يدمج هذا التطوير الذكاء الاصطناعي مع الكاميرات البانورامية وأجهزة تحليل غازات الدفيئة عالية الدقة وأجهزة استشعار الأرصاد الجوية للحصول بشكل متزامن على بيانات متعددة المصادر حول تركيزات ثاني أكسيد الكربون على الطرق وحجم حركة المرور وتصميمات المباني والغطاء النباتي والظروف الجوية أثناء المسوحات المتنقلة.
حقق فريق البحث دقة تحديد متوسطة تزيد عن 93 في المائة لمصادر الانبعاثات. وفي الوقت نفسه، يمكن لهذا الإطار أن يحدد تأثير العوامل الفردية مثل ظروف المرور والغطاء الأرضي المحيط والمتغيرات الجوية، وبالتالي يكشف بوضوح عن الديناميكيات المكانية والزمانية والآليات الدافعة لانبعاثات الكربون.
وأضاف وانغ قائلا: "تمثل هذه التكنولوجيا استخداما مبتكرا للذكاء الاصطناعي في مراقبة البيئة، فضلا عن تمكين نظام مراقبة الكربون متعدد الأبعاد وكامل الطيف جنبا إلى جنب مع قوائم جرد الانبعاثات التقليدية وتكنولوجيات مراقبة غازات الدفيئة القائمة على الأقمار الصناعية".