مقالة خاصة: "فن المملكة".. إشراقات سعودية تسطع في بكين

مقالة خاصة: "فن المملكة".. إشراقات سعودية تسطع في بكين

2025-09-02 14:10:15|xhnews

بكين 2 سبتمبر 2025 (شينخوا) في معرض بعنوان "فن المملكة: إضاءات شاعرية"، تروي الرمال الصحراوية الناعمة المحفوظة في الراتنج حكايات عن الأبدية والتغيّر، فيما تعيد الخطوط العربية تفسير الرموز التقليدية برؤية معاصرة، أما منطقة التفاعل مع فن الشارع النابضة بالحياة فقد جذبت جيل الشباب ليشعروا بقوة نبض المدن السعودية الحديثة.

وفي أواخر يوليو الماضي، أطلق المتحف الوطني الصيني معرض "فن المملكة: إضاءات شاعرية"، والذي يستمر حتى 30 أكتوبر القادم. ويضم المعرض نحو 50 قطعة أو مجموعة من الأعمال الفنية المختارة، والتي تتنوع بين الرسم والنحت والتركيبات الفنية. واستلهم الفنانون السعوديون أعمالهم من الصحراء الشاسعة والتقاليد الثقافية العريقة، ليعرضوا أمام الجمهور الصيني عالما فنيا سعوديا يجمع بين التقليد والحداثة، وليبنوا جسرا جديدا للتواصل بين الحضارتين الصينية والعربية.

وقالت زائرة تدعى وانغ وقفت طويلا أمام مجموعة من الصور: "هذه الأعمال تتيح لي رؤية للمملكة العربية السعودية تتجاوز الصور النمطية، فهي تعكس إيمانا عميقا كما تحمل فكرا رياديا".

ولفت عمل الفنان السعودي أحمد عنقاوي، والذي حمل عنوان "البساطة في التكرار"، أنظار الزوار، إذ استخدم فيه تقنيات النجارة العربية التقليدية لدمج الوحدات الهندسية، مُبدعا أسلوبا فنيا إسلاميا مميزا. وقال أحمد: "نأمل أن تنظّم في المستقبل فعاليات ثقافية أكثر لتعزيز التبادل بين السعودية والصين. للصين تاريخ حضاري عريق، وهناك آفاق واسعة للتعاون بين البلدين في مجالات الفكر والفن".

وأوضحت تشوقه ينغ ليانغ، الباحثة المساعدة في المتحف الوطني الصيني والمنسقة الصينية للمعرض، أن المعرض يضم أعمالا فنية نموذجية من الفن السعودي المعاصر، وقد عُرضت سابقا في البرازيل والسعودية. ويمزج المعرض بين السرد التاريخي والفني ليعرض تطور الثقافة البصرية السعودية ويعكس فكر المجتمع المعاصر.

وبالإضافة إلى هذا المعرض، نُظّمت في السابق سلسلة من فعاليات التبادل الثقافي الصيني-السعودي، ومن بينها مهرجان السفر السعودي الذي أقيم في المعبد السماوي (تيانتان) الشهير في العاصمة الصينية بكين، الذي يقدم فرصة للمواطنين الصينيين للتعرف على الثقافة السعودية وتقاليدها الغنية. كما أدرجت اللغة الصينية في المناهج السعودية، وبدأ عدد متزايد من الشباب السعوديين بتعلم اللغة الصينية. وفي حدث التبادل الثقافي والإبداعي المشترك في فن التطريز بين الصين والسعودية في مدينة سوتشو بمقاطعة جيانغسو بشرقي الصين، شارك فنانون من كلا البلدين في أعمال التطريز، مما أدى إلى خلق حوار بين الثقافتين.

ويصادف عام 2025 الذكرى الـ35 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والسعودية، وهو أيضا "العام الثقافي الصيني-السعودي" الأول. ومن خلال سلسلة من الفعاليات الغنية والمتنوعة، يعمل الجانبان على بناء مشهد أوسع للتبادل الإنساني وتعزيز التفاهم والترابط بين الشعبين.

ويعد التبادل الثقافي بين الصين والسعودية نموذجا مصغّرا للتعاون الصيني-العربي. فقد تعمّقت التفاعلات الثنائية في المجالات الإنسانية خلال السنوات الأخيرة، بما في ذلك الإنتاج السينمائي المشترك وتعليم اللغات والترجمة الأدبية والنشر وغيرها.

وفي قطاع السينما والتلفزيون، تحظى المسلسلات العائلية والحضرية الصينية بشعبية واسعة لدى الجمهور العربي، بينما أطلقت شركات صينية متخصصة في الدراما القصيرة للغاية، مثل "مايا" و"ديان تشونغ"، ما يقارب 200 عمل قصير في الأسواق العربية، كما تتعاون مع المؤسسات العربية لتطوير محتوى محلي، مما يفتح آفاقا جديدة للتعاون السينمائي الصيني-العربي.

أما في مجال النشر، فقد أكمل الجانبان على نحو ترجمة متبادلة ونشر 50 كتابا، كما تبادل الجانبان استضافة معارض دولية للكتاب مع توجيه كل منهما الدعوة للآخر كضيف شرف. وفي قطاع التعليم، تخرّج من أقسام اللغة الصينية في جامعة القاهرة وجامعة الملك سعود وغيرهما من الجامعات العربية جيل من الشباب المتقنين للثقافة الصينية، وهم يشكّلون قوة صاعدة في التبادل الثقافي الصيني-العربي.

ومما لا شك فيه أن الحضارة تزدهر بالتواصل، وتغتني بالتفاعل. ويسجد معرض "فن المملكة" التعلم المتبادل بشكل حيوي. ومع تعميق تنفيذ مبادرة الحزام والطريق، سيحظى الجانبان بفرص أوسع للتعاون في مجالات الفن والتعليم والتكنولوجيا. ومن المعارض الفنية المشتركة إلى الأفلام والمسلسلات المشتركة، ومن فصول اللغات إلى حدائق الصناعات الإبداعية، سيستمر اتساع آفاق الحوار الثقافي بين الصين والدول العربية.

وقالت منال الضويان، الفنانة السعودية المشاركة في المعرض "على الرغم من أننا نبعد آلاف الأميال عن بعضنا البعض، إلا أننا نستطيع التواصل من خلال الفن. هذه هي قوة الثقافة". 

الصور