مقالة خاصة: وسط طلب متزايد.. الأثاث الصيني يضفي لمسات جمالية فريدة على المنازل في الشرق الأوسط

مقالة خاصة: وسط طلب متزايد.. الأثاث الصيني يضفي لمسات جمالية فريدة على المنازل في الشرق الأوسط

2025-08-18 15:03:15|xhnews

قوانغتشو 18 أغسطس 2025 (شينخوا) قبل عشر سنوات، دعا صديق صيني لمحمود الشيباني، وهو رجل أعمال يمني أسس مشروعا تجاريا في الصين، لزيارة المناطق السياحية في الصين. وبينما كان يحزم أمتعته استعدادا لرحلته، لم يكن يتوقع أن وجهته ستكون متجرا للأثاث المنزلي في حي شونده بمدينة فوشان في مقاطعة قوانغدونغ بجنوبي الصين.

وتم تصنيف متجر الأثاث المنزلي، "مركز لوفوقونغ الدولي للأثاث المنزلي"، على أنه موقع سياحي من المستوى "4 أيه" في الصين في عام 2012، ليصبح بذلك أول موقع سياحي بموضوع "الأثاث المنزلي" في الصين من المستوى "4 أيه"، حيث يجتذب ما يقرب من 20 ألف مشتر وسائح يوميا، يأتي أكثر من 30 في المائة منهم بهدف السياحة فقط.

وقال الشيباني إنه بالدخول إلى مركز لوفوقونغ، تستقبلك قاعته الفخمة، كما لو كنت في قصر أوروبي، مع قاعة عرض ضخمة يبلغ ارتفاعها 41 مترا، وسترى لوحة عملاقة مرسومة يدويا تغطي مساحة 1000 متر مربع، كما لو كنت في معرض فني. هنا، يمكنك قضاء يوم كامل والاستمتاع بوقتك حتى ولو لم تشتر الأثاث!

تبلغ مساحة البناء في المركز بأكمله 380 ألف متر مربع، مع أكثر من 2000 علامة تجارية للأثاث المنزلي من جميع أنحاء العالم، ويضم المركز 21 جناحا خاصا تغظي خشب الماهوجني الصيني والباروك الإيطالي ونمط البساطة في أوروبا الشمالية. يزور المركز حوالي 4 ملايين سائح ومشتر كل عام، ما يولد فرصا لمعاملات تجارية بقيمة 10 مليارات يوان، تمثل التجارة الخارجية منها 15 في المائة، وفقا لتشو جيا رونغ، مدير العلامات التجارية بالمركز.

وبين الحين والآخر، يأتي الشيباني، الذي يعمل في مجال الأثاث المنزلي، إلى هنا "للسياحة" والبحث عن فرص عمل.

وقال الشيباني إن الطلب في سوق الشرق الأوسط يزداد، وتصميم المنتجات هنا يعد في طليعة العالم، لذلك غالبا ما يأتي إلى هنا بحثا عن إلهام.

ويعتبر مركز لوفوقونغ مجرد صورة مصغرة للتطور المزدهر لصناعة الأثاث المنزلي في مدينة فوشان، إذ تعد فوشان واحدة من أكبر قواعد إنتاج وتصدير الأثاث المنزلي في العالم.

وفي السنوات الأخيرة، عكفت صناعة الأثاث المنزلي في فوشان على تحقيق ترقيات ذكية. وفي ورشة للمصنع في مدينة فوشان، لا يمكن رؤية سوى عدد قليل من العمال، في حين تعمل أذرعة روبوتية كثيرة على تجميع المراتب بسرعة كبيرة.

هذا وقبل فترة وجيزة، تلقى الشيباني مكالمة من شريك له في الشرق الأوسط كان بحاجة إلى العثور على مراتب عالية الجودة تلبي احتياجات العائلات الشابة، وكان حجم الطلب هو حاوية من البضائع. ومن أجل العثور على منتج يلبي احتياجاته، قام الشيباني باختبار المنتج بنفسه، إذ قام بالاستلقاء على مرتبة ذكية، فقط ليرى أن الشاشة الكبيرة كانت تولد خريطة سحابية لضغط جسمه في الوقت الفعلي، وأن معدل ضربات قلبه وعدد التقلبات والمعلومات الأخرى التي يراقبها المستشعر كانت مرئية بوضوح.

ووفقا لبيانات جمارك فوشان، بلغت صادرات فوشان من الأثاث 4.53 مليار يوان خلال الربع الأول من هذا العام، بزيادة قدرها 7 في المائة على أساس سنوي. ولا يعزى رواج أثاث فوشان عالميا للفاعلية العالية من حيث التكلفة فحسب، بل لاختبارات الجودة الصارمة أيضا.

وفي مركز للاختبار، تخضع الكراسي المكتبية العادية لأكثر من 20 اختبارا، ويتم الاختبار على مدار الساعة، ويستغرق الأمر أكثر من 20 يوما لإكمال الاختبار.

وفي عام 2015، جاء الشيباني إلى مدينة فوشان، وبدأ رحلته في ريادة الأعمال. وفي السنوات العشر الماضية، أسس شركة تجارية للأثاث المنزلي لبيع منتجات الأثاث المنزلي الصينية للعديد من البلدان في الشرق الأوسط. وفي هذا العام، أنشأ أيضا علامته التجارية الخاصة للأثاث المنزلي، وأعرب عن استعداده للتعاون مع شركات الأثاث المنزلي الصينية لدمج العناصر العربية فيه وإطلاق المزيد من المنتجات الجاذبة للمستهلكين في الشرق الأوسط.

وقال الشيباني إنه من أجل بناء علامة تجارية جيدة، فقد حدد لنفسه هدفا صغيرا، ألا وهي زيارة ما لا يقل عن 10 صالات عرض أو مصانع للأثاث في فوشان أسبوعيا للتعرف على أحدث التصاميم والتقنيات، والتواصل بشكل أفضل مع سوق الشرق الأوسط. 

الصور