تقرير إخباري: الاتحاد الأوروبي يطالب برد قوي بعد غضب واسع من تهديدات ترامب الجمركية الجديدة

تقرير إخباري: الاتحاد الأوروبي يطالب برد قوي بعد غضب واسع من تهديدات ترامب الجمركية الجديدة

2025-07-13 09:45:15|xhnews

بروكسل 12 يوليو 2025 (شينخوا) أثار الإعلان المفاجئ للرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية شاملة بنسبة 30 بالمئة على صادرات الاتحاد الأوروبي يوم السبت ردود فعل غاضبة في جميع أنحاء الكتلة الأوروبية، حيث طالب المسؤولون وقادة الصناعة برد قوي وموحد وسط المفاوضات التجارية المستمرة.

ومن المقرر أن تدخل هذه الرسوم، التي تستهدف الواردات الأوروبية وبررها ترامب بأنها تصحيح لعلاقات تجارية "بعيدة كل البعد عن التكافؤ"، حيز التنفيذ من أول أغسطس.

وحذرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين من أن هذه الرسوم "ستعطل سلاسل التوريد الحيوية عبر المحيط الأطلسي، مما يضر بالشركات والمستهلكين والمرضى على جانبي المحيط".

وأكدت في الوقت نفسه التزام الاتحاد الأوروبي بالتوصل إلى حل تفاوضي، لكنها أضافت أن الكتلة "ستتخذ جميع الخطوات اللازمة لحماية مصالحها، بما يشمل اعتماد تدابير مضادة متناسبة إذا لزم الأمر".

وأعرب المشرعون والقادة الأوروبيون عن استيائهم المتزايد، حيث دعا الكثيرون إلى اتخاذ خطوات انتقامية فورية. ووصف بيرند لانغي، رئيس لجنة التجارة الدولية في البرلمان الأوروبي، الرسالة الأمريكية بأنها "وقحة وصفعة على الوجه" بعد أسابيع من المفاوضات، وحث الاتحاد الأوروبي على بدء الإجراءات الانتقامية يوم الاثنين كما هو مقرر، قائلا إن "فترة الانتظار قد ولت".

من جانبه، قال رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا إن هذه الرسوم ستؤدي إلى ارتفاع التضخم وزيادة عدم اليقين وإعاقة النمو، مؤكدا أن "الاتحاد الأوروبي يظل ثابتا وموحدا ومستعدا لحماية مصالحنا"، ودعا إلى التقدم نحو "اتفاق عادل" مع واشنطن.

كما أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن "استنكاره الشديد" للخطوة الأمريكية، وقال إن الاتحاد الأوروبي يجب أن يعجل من إعداد "إجراءات مضادة تتسم بالمصداقية" باستخدام جميع الأدوات المتاحة، بمن فيها مكافحة الإكراه، في حال فشلت المفاوضات.

وفي سياق متصل، أدان رئيس الوزراء السويدي أولف كريستيرسون هذه الخطوة باعتبارها "تصعيدا من جانب واحد"، وقال إن الاتحاد الأوروبي مستعد للرد بإجراءات مضادة صارمة إذا لزم الأمر، محذرا من " خسارة الجميع في الصراع التجاري المتصاعد"، حيث سيتعين على المستهلكين الأمريكيين دفع الثمن الأكبر.

كما انتقد رئيس الوزراء التشيكي بيتر فيالا الرسوم الأمريكية لتأثيرها السلبي على التجارة عبر الأطلسي، ودعا إلى "الوحدة والتصميم" على حماية مصالح الاتحاد الأوروبي.

وأعربت القطاعات الصناعية الأوروبية عن قلقها البالغ إزاء هذه الخطوة، خاصة في القطاعات المتكاملة بشدة مع السوق الأمريكية.

ووصف اتحاد الصناعات الألمانية الخطوة الأمريكية بأنها "إشارة إنذار"، محذرا من أنها قد تعيق التعافي وتقوض الابتكار على جانبي الاطلسي. وقال وولفجانغ نيدرمارك، أحد كبار مسؤولي الاتحاد، إن "الرسوم الجمركية كأداة للضغط السياسي تؤدي إلى ارتفاع التكاليف وتعريض الوظائف للخطر وتقويض القدرة التنافسية الدولية، سواء في أوروبا أو الولايات المتحدة".

بدورها، قالت إيزابيل شنابل، عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، إن هذه الرسوم قد تؤدي إلى حدوث صدمات تضخمية وتعطيل لسلاسل التوريد على المدى المتوسط.

ويعاني قطاع السيارات، الذي يتمتع بتكامل بالغ بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، بالفعل من آثار هذه الإجراءات.

وأبلغت سلوفاكيا، إحدى أكبر الدول المصدرة للسيارات في أوروبا، عن انخفاض ملحوظ في الطلبات في الربع الثالث المقبل. وأكدت وزيرة الاقتصاد دينيسا ساكوفا أن نقل الإنتاج إلى الولايات المتحدة غير ممكن على المدى القصير، مشيرة إلى أن الضرر قد بدأ بالفعل.

من جانبها، قالت الرابطة الألمانية لصناعة السيارات إن التكلفة على المصنعين تصل بالفعل إلى مليارات وتزداد يوميا. وأعربت رئيسة الرابطة هيلديغارد مولر عن أسفها لـ"خطر تصاعد النزاع التجاري"، مشيرة إلى أن الموردين تأثروا بشكل كبير أيضا بهذه الرسوم.

وفي إيطاليا، أدان إيمانويل أورسيني، رئيس اتحاد الصناعات (كونفيندستريا)، النهج الأمريكي ووصفه بأنه "مزعج"، بينما قال باولو ماسكارينو، رئيس اتحاد صناعة الأغذية والمشروبات الإيطالية، إن هذه الرسوم "تتجاوز أي عتبة تحمل" وستؤدي إلى انخفاض كبير في الصادرات.

بدوره، وصف دان أوبراين، كبير الاقتصاديين في معهد الشؤون الدولية والأوروبية، الخطوة الأمريكية بأنها "استفزازية"، وقال إنها تزيد بشكل كبير من خطر مواجهة اقتصادية أوسع بين الجانبين. 

الصور