مقالة خاصة: التعاون الثقافي بين الصين ومصر يقدم نموذجا للتبادلات والتعلم المتبادل بين الحضارات

مقالة خاصة: التعاون الثقافي بين الصين ومصر يقدم نموذجا للتبادلات والتعلم المتبادل بين الحضارات

2025-07-11 15:21:15|xhnews

جينان 11 يوليو 2025 (شينخوا) في السنوات الأخيرة، شهدت التبادلات الثقافية بين الصين ومصر ازدهارا متزايدا، حيث باتت الحضارتان العريقتان تلتقيان عبر أنشطة مشتركة ومشروعات تعاونية أثمرت عن العديد من الإنجازات.

وفي هذا السياق، يرى خبراء شاركوا في منتدى نيشان الـ11 للحضارات العالمية، الذي أقيم خلال الفترة بين يومي 9 و10 يوليو الجاري في مدينة تشيويفو بمقاطعة شاندونغ بشرقي الصين، أن التعاون الثقافي المتنوع بين الصين ومصر يوفر تجربة نموذجية للتعايش المتناغم والتعلم المتبادل بين الحضارات المختلفة في العالم.

-- إقبال كبير على الآثار المصرية في الصين

منذ انطلاقه في يوليو عام 2024، جذب معرض "على قمة الهرم: حضارة مصر القديمة" المقام في متحف شانغهاي اهتماما واسعا بين الجمهور الصيني، محققا رقما قياسيا لأكبر عدد من زوار معرض مدفوع واحد بين المتاحف العالمية.

ولإتاحة المزيد من فرص الزيارة للجمهور، تم تمديد ساعات الزيارة اليومية للمعرض حتى الساعة التاسعة مساء اعتبارا من شهر يوليو الجاري. وخلال أسبوعه الأخير (من 11 حتى 17 أغسطس المقبل)، سيفتتح المعرض على مدار الساعة ليستمر لمدة 168 ساعة متواصلة تحت موضوع "ليل بلا نوم".

وعزا حسن رجب، عميد كلية الألسن ومدير معهد كونفوشيوس بجامعة قناة السويس، إقبال الزوار الصينيين الكبير على المعرض إلى سحر الثقافة الشرقية الذي يجمع بين شعبي البلدين، إذ أن كلتا الحضارتين الصينية والمصرية من الحضارات الضاربة.

وبدوره، قال لوه لين، عميد كلية اللغات الأجنبية والثقافات بجامعة بكين للغات والثقافة، إنه يمكن للجمهور الصيني من خلال معرض الآثار المصرية التعرف على أوجه التشابه العديدة بين الحضارتين الصينية والمصرية القديمتين، حيث لم يقتصر إعجابهم على القواسم المشتركة الرائعة بين الحضارات الإنسانية، بل اكتسبوا فهما عميقا للقيمة الفريدة للثقافة الصينية في منظومة الحضارات العالمية.

-- البعثة الصينية-المصرية المشتركة في مصر

في مجمع معبد الكرنك المترامي الأطراف في الأقصر بجنوبي مصر، يقوم الفريق الأثري الصيني-المصري المشترك الذي تم تشكيله عام 2018 بأعمال ترميم في معبد مونتو، الذي ظل مغلقا لأكثر من 3000 عام، سعيا لإحياء مجده السابق.

بالإضافة إلى أعمال التنقيب بالأقصر، أطلق البلدان أيضا مشروعا للمسح والبحث الرقميين حول الآثار الثقافية المكتشفة حديثا في سقارة، حيث قاما بالمسح والتصوير الرقمي والفرز والدراسة لآلاف من توابيت المومياوات المكتشفة في موقع سقارة، مع المساعدة في ترميم تمثال رمسيس الثاني في معبد الكرنك.

وقال قاو وي، باحث مساعد في معهد الآثار في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، وهو عضو في البعثة الصينية-المصرية المشتركة، لوكالة أنباء "شينخوا" إنه حتى النصف الأول من هذا العام، أكمل الفريق أعمال المسح لكامل محيط المعبد الرابع وتم اكتشاف العديد من الآثار الثقافية المهمة بالموقع، مضيفا أنه يتم حاليا إجراء دراسة للنقوش القديمة على الآثار المكتشفة، مما سيساعد على إثراء فهم الناس للتاريخ المصري القديم.

ومن جهته، قال حسن رفعت، مدير مكتب التعاون الدولي بجامعة الأقصر، إنه يجب على الجامعات والمؤسسات الأثرية الصينية والمصرية تعزيز التعاون الأكاديمي في حماية الآثار والبعثات الأثرية وتفسير التراث وغيرها، لافتا إلى أنه يمكن تصميم مسارات تراثية تربط الصين ومصر، والتشجيع على السفر بين البلدين وتعميق التفاهم الثقافي والتبادل الثقافي بين الشعبين.

-- رواج اللغة الصينية في مصر

في مجال التعليم، تشهد مصر منذ سنوات عديدة ارتفاعا مستمرا في رواج اللغة الصينية والثقافة الصينية بها. وتم إدخال اللغة الصينية رسميا في نظام التعليم الوطني المصري، حيث افتتحت 30 جامعة أقساما أو دورات دراسية باللغة الصينية، فيما طرحت أكثر من 20 مدرسة متوسطة دورات دراسية اختيارية باللغة الصينية.

وفي الوقت ذاته، أقام البلدان مجموعة متنوعة من الأنشطة الثقافية، مثل "عيد الربيع السعيد" و"الشاي والعالم" و"أسبوع الفيلم الصيني" و"اليوم العالمي للغة الصينية"، والتي حظيت باهتمام واسع من مختلف أوساط المجتمع في مصر.

وفي هذا الصدد، ذكرت صابرين جابر عبد الجليل، رئيسة جامعة الأقصر بمصر أن هناك تعاون مثمر بين الجامعات المصرية والصينية في السنوات الأخيرة، حيث تم التوقيع على مذكرات تفاهم وبروتوكولات لتبادل الطلاب والأساتذة وإجراء البحوث المشتركة، مشيرة إلى أن فصل كونفوشيوس بجامعة الأقصر من شأنه توثيق التبادلات الثقافية بين محافظة الأقصر والمحافظات المجاورة من خلال أنشطة مشتركة بين الجانبين المصري والصيني.

وقال هيثم عبد الهادي، نائب رئيس البعثة بسفارة مصر لدى الصين، إنه من خلال التبادلات الثقافية والتعاون الأكاديمي والمبادرات المشتركة مثل مبادرة "الحزام والطريق" ومبادرة الحضارة العالمية، يتم تعزيز الشبكات الواصلة بين البلدين العريقين بطرق حديثة، مضيفا "أرسى تراثنا المشترك، باعتباره مهدا للثقافات الشرقية، الأساس لشراكة فريدة تشمل برامج التبادل الثقافي ومعارض المتاحف والمبادرات اللغوية وتبادل العلماء والطلاب التي تقرب شعبينا من بعضهما البعض". 

الصور