مقالة خاصة: المصانع الذكية تعزز التحول الأخضر للصناعة التحويلية بالصين
تيانجين 24 يونيو 2025 (شينخوا) داخل قاعدة تصنيع ذكية تابعة للشركة الصينية المحدودة لهندسة النفط البحري في بلدية تيانجين بشمالي الصين، تعمل ثلاث آلات ضخمة بصمت وبشكل آلي لتنبعث من شرارات ولكن بلا دخان وبدون أي عامل بشري في المكان.
جلس لي قوه تشاو، عامل يبلغ من العمر 38 عاما، أمام شاشتين للكمبيوتر لضبط المعلومات المتعلقة بأوامر العمل الرقمية، ثم قام بتشغيل الآلات عن بعد بنقرة واحدة فقط. وقال العامل إن "المصنع الذكي يجعل كل شيء أكثر كفاءة ونظافة".
ويعد هذا المشهد مجرد لمحة واحدة من التحول الأوسع نطاقا الجاري في القاعدة البالغة مساحتها 575 ألف متر مربع، والتي تتكون من أربع ورش عمل ذكية وتقود حاليا ثورة خضراء.
ومنذ عام 2012، عملت الصين بنشاط على التحول نحو نماذج تنمية جديدة تضع النمو الأخضر على رأس أولوياتها. وفي السنوات اللاحقة، تبنت شركات مثل الشركة الصينية المحدودة لهندسة النفط البحري تدابير الحفاظ على الطاقة وخفض الانبعاثات كمكونات أساسية للتنمية عالية الجودة.
وفي قاعدة تيانجين المُشغلة بالكامل، قدمت الشركة أكثر من 600 قطعة من المعدات المتقدمة والموفرة للطاقة والذكية. وبدعم من البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي، تمكنت هذه المعدات من القيام على نحو آلي بأعمال القطع والطحن والتجميع واللحام خلال عملية التصنيع.
وأصبح قطع الألواح الآن آليا بنسبة 90 بالمائة، ويتم إجراء 70 بالمائة من لحام ألواح السطح بشكل آلي، مما يعزز الإنتاجية الإجمالية بأكثر من 20 بالمائة مقارنة بالنماذج التقليدية.
وقامت القاعدة أيضا بتطوير أول منصة متكاملة في الصين لإدارة التصنيع الذكي لمعدات النفط والغاز البحرية. وتساعد عملية الإنتاج المبسطة على تقليل استخدام الصلب بنسبة 10 بالمائة.
وقال وانغ جين يوان، نائب المدير العام لشركة تيانجين للتصنيع الذكي التابعة للشركة الصينية المحدودة لهندسة النفط البحري "نأمل في أن تدعم جهود التصنيع الذكي التنمية عالية الجودة في القطاع التقليدي للمعدات البحرية الثقيلة".
وتحتضن الصين حاليا أكثر من 30 ألف مصنع ذكي على المستوى الأساسي و1200 منشأة على المستوى المتقدم وأكثر من 230 على المستوى المتميز، لتغطي أكثر من 80 بالمائة من الصناعات التحويلية الرئيسية.
ويسهم التكامل المتسارع للاقتصادات الرقمية والحقيقية في دفع الجودة والكفاءة. وحسب بيانات من وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات، فقد قامت الصين بتطوير 6430 مصنعا أخضر حتى يناير 2024. ومنذ عام 2012، انخفض استهلاك الطاقة وانبعاثات الكربون لكل وحدة من الناتج المحلي الإجمالي بأكثر من 26 في المائة و35 في المائة على التوالي، مما يجعل الصين واحدة من أسرع دول العالم في تحسين كفاءة الطاقة.
وتعمل الشركة الصينية المحدودة لهندسة النفط البحري على توسيع قدرتها على توليد الطاقة الشمسية. ومع إنتاجها السنوي البالغ 1.1 مليون كيلووات ساعي من الطاقة الكهروضوئية، تعكف الشركة الآن على بناء المرحلة الثانية من محطتها الكهروضوئية. وبمجرد اكتمال المرحلة الثانية وتشغيلها بنهاية هذا العام، ستولد المحطة 2.6 مليون كيلوواط ساعي سنويا، لتغطي 25 في المائة من احتياجات الشركة من الكهرباء.
وقال تانغ لي جيون، نائب المدير العام لمركز المشتريات المشتركة للشركة إنه "اعتبارا من نهاية عام 2024، حصل أكثر من 140 موردا لدينا على شهادة خضراء"، مضيفا أن الشركة تقوم الآن بدمج المقاييس الخضراء في تصنيفات الموردين وقد أكملت أكثر من 11500 تقييم أخضر حتى عام 2024.