معهد أمريكي يتوقع احتمال توقف نمو الاقتصاد الأمريكي في العام الجاري
واشنطن 15 أبريل 2025 (شينخوا) قال معهد بيترسون للاقتصاد الدولي يوم الثلاثاء إن نمو الاقتصاد الأمريكي من المحتمل أن يتوقف هذا العام وسط حالة من عدم اليقين بشأن السياسات.
وقالت كارين دينان، وهي زميلة بارزة غير مقيمة في المعهد غير الحزبي الذي يتخذ من واشنطن العاصمة مقرا له، والتي قادت توقعات تقرير المعهد نصف السنوي بشأن آفاق الاقتصاد العالمي، "إنها قصة عن أساس قوي يفسح المجال أمام توقف النمو الاقتصادي وارتفاع التضخم" بسبب تغيير السياسات.
وأضافت دينان، وهي أستاذة في قسم الاقتصاد بجامعة هارفارد، خلال حدث يوم الثلاثاء، أن الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي على أساس سنوي يتوقع أن ينمو بنسبة 1.1 بالمائة في عام 2025 وبنسبة 0.6 بالمائة في عام 2026. وذكرت أن نمو الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي في الربع الرابع من عام 2025 يتوقع أن يكون عند 0.1 بالمائة، مقارنة بنفس الربع من العام السابق.
وتوقع تقرير آفاق الاقتصاد العالمي الصادر حديثا أن تصل نسبة التضخم في نفقات الاستهلاك الشخصي في الربع الرابع إلى 4 بالمائة على أساس سنوي، قبل أن تنخفض إلى 3.2 بالمائة في الربع الرابع من عام 2026.
وقالت دينان إن الرسوم الجمركية في الولايات المتحدة ستزيد الأسعار، وتقلل من الدخل الحقيقي، وتعطل العرض، وتعيق اتخاذ القرارات، كما أن الانخفاض الحاد في الهجرة من شأنه أن يسبب تباطؤا في نمو الناتج والطلب المحتمل في الولايات المتحدة.
كما أشارت إلى أن وزارة كفاءة الحكومة، التي يقودها إيلون ماسك، لا تقلل من الإنفاق الحكومي كثيرا ولا تزيد من الكفاءة. وذكرت أن المدخرات المباشرة الناتجة عن تسريح العمال "صغيرة نسبيا"، ومن شأن "الاضطرابات التشغيلية" أن تؤدي إلى تقليل الكفاءة على المدى القريب، مشيرة إلى أن التخفيضات في تمويل البحث والتطوير ستؤدي إلى خفض الإنتاجية والإنتاج على المدى الطويل.
وقالت دينان إن هناك احتمالا بنسبة 40 بالمائة لحدوث ركود في الولايات المتحدة على خلفية المخاطر الكبيرة المرتبطة بالتطورات المحتملة في البلاد. وشددت على أن ضعف الاقتصاد قد يتفاقم مع تراجع سوق الأسهم بشكل أكبر، وفقدان الثقة في الإدارة المالية الأمريكية، وإعادة تشديد السياسة النقدية إذا أصبحت توقعات التضخم غير منضبطة.
وتوقعت دينان أن يثبت الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة حتى نهاية العام انتظارا لإشارات أوضح على تراجع التضخم قبل إجراء أي تخفيضات.
وعلى الصعيد العالمي، قالت دينان "بافتراض أن الرسوم الجمركية التي أعلنتها إدارة ترامب ستظل في الغالب سارية مع حدوث بعض الردود الانتقامية، فإن العديد من البلدان ستشهد نموا أبطأ بكثير في الأرباع القادمة مما كان متوقعا قبل ستة أشهر".
ووفقا للتوقعات، فإن الناتج المحلي الإجمالي العالمي الحقيقي من المتوقع أن ينمو بنسبة 2.7 بالمائة في 2025 وبنسبة 2.8 بالمائة في 2026، وهو تراجع مقارنة بمعدل النمو المسجل في العام الماضي وقدره 3.2 بالمائة.
ومن جهته، أشار رئيس المعهد آدم بوسن إلى أن خطر الركود في الولايات المتحدة يبلغ 65 بالمائة على خلفية عدم اليقين في السياسات الأمريكية.
وقال بوسن للجمهور "ما نشهده هو تحول أساسي في نظام السياسة الاقتصادية الأمريكية، من خلال النظام، أعني ذلك في سياق الاقتصاد السياسي مجموعة الأعراف والمؤسسات والممارسات المعمول بها التي تحدد الوضع".
وأضاف بوسن " خلاصة القول هو إننا قد نواجه أو لا نواجه ركودا، ولكنكم ستواجهون تضخما في كل الأحوال".