مقالة خاصة: أحفورة عمرها 160 مليون سنة في الصين تكشف سر تطور الطفيليات
نانجينغ 11 أبريل 2025 (شينخوا) اكتشف فريق بحثي دولي أحفورة عمرها 160 مليون سنة في منطقة منغوليا الداخلية ذاتية الحكم في شمالي الصين توفر رؤى جديدة حول تطور الديدان الطفيلية.
ونُشرت الدراسة التي أجراها باحثون من معهد نانجينغ للجيولوجيا وعلم الأحافير التابع للأكاديمية الصينية للعلوم في مجلة نيتشر يوم الأربعاء المنصرم.
تنتمي الأحفورة التي تم تحديدها حديثا، جوراكانثوسيفالوس، إلى مجموعة من الطفيليات المعروفة باسم الديدان ذات الرؤوس الشائكة، وهي كائنات طفيلية داخلية تعيش في كل من النظم البيئية البحرية والبرية في جميع أنحاء العالم.
يبلغ طول جوراكانثوسيفالوس حوالي سنتيمتر إلى سنتيمترين، ويتكون جسمه المغزلي من ثلاثة أجزاء مميزة، خرطوم وعنق وجذع. ويعتقد الباحثون أن هذا الطفيل القديم من المحتمل أنه كان يعيش في أجسام البرمائيات وعوائل أخرى خلال العصر الجوراسي.
يتميز خرطوم جوراكانثوسيفالوس القابل للسحب بخطاطيف منحنية صلبة تُثبّت الطفيل بإحكام داخل الجهاز الهضمي للكائن المضيف. كما يغطي جسمه 32 حافة مخددة تعمل مثل "شرائط مضادة للانزلاق" لمساعدته على البقاء ثابتا في أمعاء الكائن المضيف.
لكن أكثر ما لفت أنظار الباحثين هو آلية الفك المعقدة بالقرب من مقدمة الجذع، والتي تتكون من هياكل متعددة تشبه الأسنان تزداد في الحجم للخلف، وتشبه مفرمة اللحم المصغرة. يعتقد الباحثون أن جهاز الفك هذا كان يستخدم بشكل أساسي لمعالجة العناصر الغذائية من الأنسجة المضيفة.
وبدوره، قال وانغ بوه، باحث في الأكاديمية الصينية للعلوم، إن هذه النتيجة تقدم دليلا ملموسا لفهم الغموض الطويل الأمد لأصول طفيليات القواقع.
واستطرد وانغ قائلا: "يمكن أن تصيب هذه الطفيليات مجموعة واسعة من العوائل، بما في ذلك البشر والخنازير والكلاب والقطط والأسماك، ولطالما شكّل السؤال حول توقيت وكيفية تطور هذه المجموعة الغريبة من الطفيليات من أسلاف بحرية غير طفيلية لغزا مستعصيا على العلماء".
وأشار وانغ إلى أن بنية فك جوراكانثوسيفالوس تشبه بنية أسلافها من الروتيفات، في حين أن خرطومه المعقوف يظهر أوجه تشابه واضحة مع حيوانات القواقع الحديثة. وهذا يدل بوضوح على أنها تطورت من الروتيفيرات التي تعيش بشكل حر، وطورت هياكل رأس متخصصة للتكيف مع الحياة الطفيلية، ما يجعلها حلقة حاسمة في الانتقال التطوري.
علاوة على ذلك، يتحدى هذا الاكتشاف الفكرة التقليدية حول الموطن الذي تطورت فيه هذه الطفيليات لأول مرة. وأضاف وانغ أنه في حين أن حيوانات القواقع الحديثة هي في الغالب بحرية، فقد تم العثور على جوراكانثوسيفالوس في الرواسب الأرضية، ما يشير إلى أن هذه الطفيليات ربما تكون قد تكيفت أولا مع الحيوانات البرية قبل أن تستعمر البيئات البحرية.