ولادة رواندا من جديد -- أمة موحدة انبثقت من ظل الإبادة الجماعية

ولادة رواندا من جديد -- أمة موحدة انبثقت من ظل الإبادة الجماعية

2024-04-18 16:22:45|xhnews

كيغالي 17 أبريل 2024 (شينخوا) خلال مراسم أقيمت عند النصب التذكاري للإبادة الجماعية في كيغالي في 7 أبريل، أضاء الرئيس الرواندي بول كاغامي والسيدة الأولى جانيت كاغامي "شعلة إحياء الذكرى"، والتي ستبقى مضاءة لمدة 100 يوم في تكريم رسمي لضحايا المأساة التي وقعت قبل ثلاثة عقود.

في 7 أبريل 1994، غرقت رواندا في الظلام الدامي بعدما وقع قرابة مليون رواندي، معظمهم من التوتسي، ضحية للوحشية في ثلاثة أشهر. إذ أطلقت ميليشيات الهوتو موجة من الإرهاب، وارتكبت أعمال العنف والتعذيب والاغتصاب والقتل ضد المدنيين التوتسي، بينهم الكثير من النساء والأطفال.

تعود جذور الإبادة الجماعية، التي مزقت مجتمعات الهوتو والتوتسي التي تتقاسم نفس اللغة والدين، إلى السياسات الاستعمارية للقوى الغربية، حيث زُرعت بذور الانقسام من خلال المخطط الاستعماري "فرق تسد".

-- "لا يمكن أن نفرق بيننا"

تقع رواندا في قلب أفريقيا، وتُعرف باسم "أرض التلال الألف". وتتميز مناظرها الخلابة بالتلال المتموجة التي تزدان بالبحيرات الصافية والأنهار المتعرجة التي تسقي المساحات الخضراء الناضرة.

وتعايشت مجتمعات الهوتو والتوتسي جنبا إلى جنب لفترة طويلة كجماعتين عرقيتين سائدتين. يشكل الهوتو، الذين يمتهنون أعمال الزراعة بشكل أساسي، أغلبية السكان، في حين أن التوتسي، وهم الأقلية الكبيرة، يعملون تقليديا في رعي الماشية. وعلى مدى أجيال، اختلطت الجماعتان، وعاشتا في تجمعات سكنية متداخلة وتزاوج أفرادهما في كثير من الأحيان.

وقال جان بابتيست غاسوميناري، المحلل السياسي الرواندي، إنه "قبل قدوم المستعمرين، كان الروانديون يعيشون في وئام تام، واضطلع كل من الهوتو والتوتسي والتوا بأدوارهم في المجتمع".

واتخذ مصير رواندا منعطفا مغايرا تماما مع قدوم المستعمرين الأوروبيين، الألمان أولا ثم البلجيكيين في وقت لاحق، في أواخر القرن الـ19. عبر استخدام حيلة التصنيف العرقي، حطم المستعمرون الانسجام القائم منذ أمد طويل بين المجموعتين العرقيتين.

ووفقا للحيلة المشينة، اعتبر الأوروبيون أنفسهم متفوقين على الأفارقة، ووصفوا التوتسي، ذوي السمات الجسدية الأقرب إلى الأوروبيين، بأنهم "العرق المتفوق" وجندوهم كوكلاء لهم للحكم.

وقام علماء الأنثروبولوجيا الغربيون، في سعيهم للتصنيف والسيطرة، بفحص جماجم وملامح الوجه والبنية الجسمانية للسكان الأصليين.

وكان يُنظر إلى الاختلافات الدقيقة، مثل طول وعرض الأنف، على أنها علامات عرقية مميزة. نتيجة لذلك، فرضت السلطات الاستعمارية البلجيكية منذ عام 1933 وضع التصنيف المثير للانقسام للروانديين بأنهم إما من "الهوتو" أو "التوتسي" على بطاقات هويتهم.

وقال لوران نكونغولي، نائب رئيس الجمعية الوطنية آنذاك، وهو من التوتسي، للكاتب الأمريكي فيليب غوريفيتش، "لا يمكنك أن تفرق بيننا، حتى نحن لا يمكن أن نفرق بيننا"، لافتا إلى أنه عومل على أنه "واحد منهم" في مستوطنة للهوتو.

وأفاد لاديسلاس نغينداهيمانا، الأمين العام لرابطة رواندا لسلطات الحكم المحلي، بأن "الهوتو والتوتسي كانتا ذات يوم طبقتين اجتماعيتين، لكن المستعمرين عملوا على تحويل هذه الهويات إلى أدوات سياسية".

-- انقسام ابتدعه المُستعمِر

تعمق محمود مامداني، أكاديمي أوغندي، في أغوار الحيلة التي استخدمتها القوى الاستعمارية، والمعروفة باسم الحكم غير المباشر، وهو تكتيك لم يسع إلى طمس الاختلافات القائمة بين الغزاة والمحتلين، بل إلى إعادة تعريفها.

في البداية، حاول المستعمرون فرض السيطرة المباشرة على أقاليمهم فيما وراء البحار لكنهم واجهوا مقاومة هائلة متجذرة في التقاليد الاجتماعية الراسخة.

وابتكر هنري مين، وهو حقوقي بريطاني، مخطط "فرق تسد" الشائن لإنقاذ السلطة البريطانية في الهند. استغل النهج الميكافيلي الانقسامات القائمة بين السكان المحليين على أساس العرق واللغة والثقافة والدين. وعبر استمالة مجموعات مختارة ورعاية نخب من السكان الأصليين لإدارة الحكم الاستعماري نيابة عنهم، أراد المستعمرون تحويل الاستياء بعيدا عن أنفسهم.

منذ ذلك الحين تم تبني هذه الممارسة في جميع أنحاء العالم، من شبه جزيرة الملايو التي تسيطر عليها بريطانيا وإندونيسيا الخاضعة للحكم الهولندي، وامتدت تدريجيا إلى مصر والسودان وبلدان أفريقية أخرى.

مع ذلك، فإن منهج "فرق تسد" تطور إلى ما هو أبعد من مجرد استقطاب السكان الأصليين؛ لقد تحول إلى جهد متعمد لإعادة تعريف أفريقيا. فقد عملت القوى الغربية على تلفيق سرديات واختلقت ثقافات تقليدية وشوهت حقائق تاريخية لتبرير هيمنتها.

في رواندا، عمل التلاعب الاستعماري على إبراز المعاملة التفضيلية للتوتسي في المجالين العسكري والسياسي، بينما كان يقمع الهوتو بشكل منهجي. وتم فرض هيمنة التوتسي، مع استبدال زعماء الهوتو والحد من الفرص التعليمية المتاحة لشباب الهوتو.

وقال غاسوميناري "لم يقم المستعمرون بتأجيج الانقسام فحسب، بل ابتدعوه"، مضيفا أنه "من الصعب على المستعمرين نهب بلد موحد وسلمي، لذلك قسموا البلدان الأفريقية وأضعفونا وأخذوا معادننا وذهبنا".

-- انقلاب المُسْتَعْمَرَين ضد بعضهم البعض

في أعقاب الحرب العالمية الثانية، سعت الإدارة الاستعمارية البلجيكية، التي استشعرت موجة من المشاعر المناهضة للاستعمار، إلى الانحياز إلى السكان الهوتو المتزايدين، ووضعت نفسها كطرف محكم في التوترات العرقية المتصاعدة.

وذكر فرانتز فانون، الكاتب والثوري الفرنسي، أن "المعركة الأخيرة للمُسْتَعْمَرَين أو الخاضعين للاستعمار ضد المُستعمِرين غالبا ما تكون هي معركة للمُسْتَعْمَرَين أو الخاضعين للاستعمار ضد بعضهم البعض".

وفي عام 1959، اندلعت "الثورة الاجتماعية" في رواندا، حيث انفجر استياء الهوتو وتحول إلى عنف جامح ضد التوتسي. وأُجبر مئات الآلاف من التوتسي، بمن فيهم بول كاغامي البالغ من العمر عامين، على العيش في المنفى.

وعندما فقدت السلطات البلجيكية قبضتها على السلطة، قدمت دعمها للهوتو، مما مهد الطريق لفوزهم المدوي في الانتخابات المحلية لعام 1960.

بعد استقلالها في عام 1962، طردت الحكومة الرواندية الجديدة التوتسي من المجال السياسي، ومنعتهم من الحصول على التعليم العالي والعمل المجزي.

تستذكر جاكلين موكامانا، وهي إحدى الناجيات من التوتسي من الإبادة الجماعية عام 1994، اللحظة التي أدركت فيها هويتها، قائلة "لم أكن أدرك أنني من التوتسي حتى واجهت التمييز في المدرسة، مع فرض سياسات تحابي أطفال الهوتو".

في أكتوبر 1990، اشتبكت الجبهة الوطنية الرواندية، المؤلفة من التوتسي المنفيين من أوغندا، مع القوات الحكومية الرواندية، مطالبة بحقهم في العودة إلى ديارهم والاعتراف بهم كمواطنين روانديين.

وفي خضم التوترات المتصاعدة، زادت الجهات الفاعلة الخارجية من تعقيد الوضع. أبدت فرنسا، التي تسعى لبسط نفوذها في أفريقيا، دعمها لنظام الهوتو الموالي لفرنسا، وقدمت الأسلحة والتدريب لسحق قوات التوتسي، التي كانت لها علاقات وثيقة مع المستعمرات البريطانية السابقة مثل أوغندا.

في أغسطس 1993، وقعت الحكومة الرواندية، بقيادة الرئيس المنتمي إلى الهوتو جوفينال هابياريمانا، والجبهة الوطنية الرواندية اتفاقيات أروشا لمعالجة القضايا الرئيسية مثل تقاسم السلطة وإعادة اللاجئين إلى الوطن في مسعى لإنهاء الحرب الأهلية التي طال أمدها.

في 6 أبريل 1994، جاء الاغتيال المأساوي لهابياريمانا والرئيس البوروندي سيبريان نتارياميرا في حادث تحطم طائرة بالقرب من مطار كيغالي ليكون بمثابة الشرارة التي أشعلت برميل بارود الصراع في رواندا، لتدخل الأمة في أحلك ساعاتها.

-- "قطع الأشجار الباسقة"

في أعقاب الفوضى التي تلت تحطم الطائرة الرئاسية، لم يدخر المتطرفون الهوتو أي وقت في الاستيلاء على السلطة وتشكيل حكومة مؤقتة. وفي جميع أنحاء كيغالي، نصبت وحدات الجيش وميليشيات الهوتو حواجز على الطرق، ودققت في التصنيفات العرقية على بطاقات هوية الناس.

وبدأت المذابح المدبرة. وامتلأت موجات الأثير بالبث التحريضي لإذاعة ((راديو تلفزيون ليبر دي ميل كولينز)) الذي يذم التوتسي ويصفهم بـ"الصراصير"، ويحث الهوتو على "قطع الأشجار الباسقة".

ومسلحين بالمناجل ومدفوعين بالخطاب المليء بالكراهية، هاجم المدنيون الهوتو جيرانهم التوتسي، وأطلقوا العنان لموجة من المذابح التي اجتاحت المدينة. وفي غضون أسبوع، امتلأت شوارع كيغالي بدماء 20 ألف ضحية.

وسرعان ما انتشر الرعب في جميع أنحاء البلاد، نظرا لأن سنوات من الاختلاط بين القرويين جعلتهم على دراية تامة بالهويات العرقية لجيرانهم. ولم يجد التوتسي الذين يبحثون عن مأوى في الحقول والغابات والمستنقعات والتلال ملاذا من الهجوم الذي لا هوادة فيه.

وهربت موكامانا لتعود إلى مشهد مروع لمذبحة أودت بأفراد عائلتها، قائلة "لقد فقدت 65 شخصا من أفراد عائلتي. في النهاية، تمكنا من العثور على 21 منهم ودفنهم".

إلى جانب الناجين الآخرين، فرت بحثا عن ملجأ في كنيسة نياماتا المجاورة، التي كانت مكتظة بالمدنيين الخائفين واليائسين. وتستذكر "كنا نظن أن أحدا لن يقتل أحدا في الكنيسة، لكن سرعان ما جاءت الميليشيات وهاجمتها بالقنابل اليدوية والبنادق".

على مدى 100 يوم، انزلقت رواندا لتعيش دوامة من العنف واليأس. وأُهرقت الدماء، ملطخة المنازل والحقول والطرق لتمثل شهادة قاتمة على الإبادة الجماعية. وكانت البنية التحتية العامة في حالة خراب، وشبح الموت يحدق بالجميع، ما أرخى بظلال مظلمة على الأمة.

تُعرض مقولة لأحد الناجين المفجوعين على جدار قاعة المعرض في مركز كيغالي التذكاري للإبادة الجماعية جاء فيها، "عندما قالوا 'لن يتكرر ذلك أبدا' بعد الهولوكوست، هل كان هذا لأجل بعض الناس وليس الآخرين؟".

-- خيانة المجتمع الدولي

قال كاغامي في خطابه في مراسم إحياء الذكرى الـ30 للإبادة الجماعية "لقد كان المجتمع الدولي هو الذي خذلنا جميعا، سواء بسبب الازدراء أو الجبن".

وذكر نغينداهيمانا "عندما نتحدث عن المجتمع الدولي، فهذا يعني في الأساس الدول القوية، العالم الغربي".

عندما وقعت المأساة في عام 1994، تردد المسؤولون الأمريكيون في استخدام مصطلح "الإبادة الجماعية"، متهربين من الالتزامات القانونية التي سوف تنشأ بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية التي اعتمدتها الأمم المتحدة.

وكما قال الرئيس الأمريكي آنذاك بيل كلينتون في خطاب ألقاه خلال فترة الـ100 يوم "أمر تدخلنا أو عدمه في أي من الصراعات العرقية في العالم في النهاية يجب أن يعتمد على الوزن التراكمي للمصالح الأمريكية الواقعة على المحك".

في يوليو 1994، عندما سيطرت الجبهة الوطنية الرواندية بقيادة كاغامي على كيغالي وبعدها بفترة قليلة على البلد بأسره، انتهت المأساة التي دامت 100 يوم.

مع ذلك، وحتى في الوقت الذي تصارع فيه رواندا آثار الإبادة الجماعية، ظلت أصداء الاستعمار تتردد في جميع أنحاء القارة الأفريقية.

وأوضح نغينداهيمانا أن الانقسام الناجم عن الحكم الاستعماري لا يزال له تأثير ضار على البلدان الأفريقية، مضيفا أنه "تم إجبارنا على رفض قيمنا ولغتنا وهويتنا واعتناق هوية أجنبية، وهذا الإرث الاستعماري أشعل صراعات وحروب في دول أفريقية مثل نيجيريا والكاميرون والصومال والسودان وغيرها".

-- اعتناق الصفح والمصالحة

في يوليو 1994، أنشأت الجبهة الوطنية الرواندية حكومة وحدة وطنية، تضم مسؤولين من الهوتو والتوتسي، مما مثل خطوة محورية نحو تجاوز الانقسامات العميقة الجذور التي مزقت الأمة.

وكان إصلاح الدستور أمرا محوريا في جهود المصالحة، التي شهدت إزالة الفئات العرقية من بطاقات الهوية. لم يعد يشار إلى الروانديين على أنهم من عرقية الهوتو أو التوتسي؛ بدلا من ذلك، اعتنقوا هوية مشتركة كروانديين، متحدين في إنسانيتهم المشتركة.

في أعقاب الفظائع المرتكبة، واجهت البلاد نقصا حادا في أعداد القضاة القادرين على الفصل في العدد المذهل من القضايا. ومع اتهام ما يربو عن 100 ألف شخص بالمشاركة في الإبادة الجماعية، سعت الحكومة الرواندية إلى إيجاد حلول مبتكرة لتحقيق العدالة وتسهيل التعافي.

وهكذا، برزت محاكم الغاكاكا كآلية فريدة وتحويلية للمصالحة. وقد وفرت هذه المحاكم الشعبية، التي عُقدت في بيئات مجتمعية، منبرا للضحايا والجناة على حد سواء لمواجهة الحقيقة وطلب الصفح وتعزيز التفاهم.

كما حضرت موكامانا المحاكم. وقالت "لقد أخبرني الجناة بالحقيقة، وطلبوا المغفرة، وقالوا إنهم قد غُرر بهم من قبل نظام الإبادة الجماعية، وأبلغوني بالمكان الذي ألقوا فيه رفات أفراد عائلتي. وتمكنت من العثور على رفات أقاربي ودفنتهم بشكل لائق".

ومنذ إنشائها في عام 2002، تم عقد أكثر من 12 ألف محكمة من محاكم الغاكاكا في جميع أنحاء رواندا، وقامت بالفصل في أكثر من 1.9 مليون قضية.

-- ولادة جديدة من الرماد

بفضل المشهد السياسي المستقر والأمن السليم والالتزام بالحوكمة الشفافة، حققت رواندا تنمية اقتصادية واجتماعية ملحوظة في السنوات الأخيرة.

ووفقا للبنك الدولي، سجل اقتصاد رواندا نموا ملحوظا، بمتوسط معدل سنوي قدره 7.2 في المائة وارتفاع مماثل في نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5 في المائة في الفترة بين 2009 و2019. ونالت كيغالي جائزة سجل الشرف لموئل الأمم المتحدة في عام 2008، لتصبح أول مدينة أفريقية تفوز بالجائزة.

واستلهاما من التقاليد المحلية للدعم المجتمعي، كانت رواندا سباقة في ابتداع سلسلة من "الحلول المحلية" التي تهدف إلى تسريع التنمية الاجتماعية والاقتصادية. فعلى سبيل المثال، يوزع برنامج "جيرينكا" الأبقار على الأسر الفقيرة، بشرط أن يتم وهب العجل الأول المولود لأسرة مجاورة، ما يعزز التمكين الاقتصادي والتماسك الاجتماعي على حد سواء.

وأنشأت موكامانا تعاونية تسمى (دوتيريمبيري) مع 12 إمرأة في القرية، لبيع الزينة المصنوعة يدويا لدعم أسرهن. وقالت إن "(دوتيريمبيري) تعني 'المضي قدما بحماس' "، مضيفة "لقد ولدت قريتنا من جديد من رماد الإبادة الجماعية".

وذكر غاسوميناري أنه "بعد الدمار الذي وقع في عام 1994، واجهت رواندا مفترق طرق، ومع ذلك، ومن خلال الاختيار العمدي للمصالحة وإعادة الإعمار والتجديد الوطني، برزت رواندا كمثال ساطع على المرونة والتقدم".

وبوصفها عضوا في الجنوب العالمي، يشكل تعزيز التعاون فيما بين بلدان الجنوب اتجاها هاما لمشاركة رواندا الخارجية. وتأسست مبادرة رواندا للتعاون الممولة من قبل الحكومة في عام 2018 لعرض الابتكارات التحويلية لرواندا أمام الشركاء العالميين ولتعزيز التبادلات والتعاون بين البلدان النامية في سعيها لتحقيق التنمية.

وفي عام 2018، انضمت رواندا إلى مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين. وبحسب الإحصاءات، تمثل الطرق السريعة التي بنتها الشركات الصينية أكثر من 70 في المائة من إجمالي طول الطرق في البلاد، لتكون بمثابة شرايين التنمية الاقتصادية والاجتماعية في رواندا، وتسهل الترابط البيني في هذه الدولة غير الساحلية كما تربطها بالدول المجاورة لها.

وقال نغينداهيمانا "أشيد بالطريقة التي تتعامل بها الصين مع أفريقيا، بما في ذلك تعاونها مع رواندا. إن منتدى التعاون الصيني الأفريقي، الذي أطلقته الصين، ليس وسيلة للاستعمار، بل هو منصة لتعزيز التعاون الشعبي. إن نموذج التنمية الصيني، الذي يسعى إلى نقل الأمة من الفقر إلى الرخاء، هو بمثابة مصدر إلهام للبلدان النامية الأخرى".

وخلال الاحتفال بيوم الأمم المتحدة للتعاون فيما بين بلدان الجنوب في سبتمبر الماضي، أكد وزير الدولة الرواندي المسؤول عن مجموعة شرق أفريقيا في وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ماناسه نشوتي، على أهمية التعاون فيما بين بلدان الجنوب.

وأضاف نشوتي "أحث كل طرف منا على التوقف والتفكر في الإمكانات الهائلة التي يحملها التعاون فيما بين بلدان الجنوب. ولا يقتصر الأمر على تبادل الأفكار أو توقيع الاتفاقات؛ بل يتعلق الأمر أيضا بإقامة روابط تضامن دائمة من شأنها أن ترتقي بأممنا وتغير مستقبلنا الجماعي". /نهاية الخبر/

الصور