(وسائط متعددة) تقرير إخباري: قمة جدة العربية تظهر إشارات إيجابية لوضع الشرق الأوسط

(وسائط متعددة) تقرير إخباري: قمة جدة العربية تظهر إشارات إيجابية لوضع الشرق الأوسط

2023-05-20 20:02:15|xhnews
في الصورة الملتقطة يوم 19 مايو 2023، القادة المشاركون في القمة الـ32 لجامعة الدول العربية يلتقطون صورة جماعية في مدينة جدة السعودية. (وكالة الأنباء السعودية/نشرة عبر شينخوا)

القاهرة 20 مايو 2023 (شينخوا) اختتمت القمة العربية فعالياتها يوم الجمعة في مدينة جدة السعودية، واعتمد القادة العرب ((إعلان جدة)) والذى يتناول عدة موضوعات مهمة مثل استئناف عضوية سوريا في جامعة الدول العربية وقضيتي السودان وفلسطين والمواجهة المشتركة للتحديات، وقد أظهر إعلان جدة العديد من الإشارات الإيجابية.

وفي هذا الصدد، طرح خبراء صينيون وعرب تفسيراتهم المتنوعة حول إعلان جدة، معربين عن تفاؤلهم لنتائج القمة.

ــ استئناف عضوية سوريا في جامعة الدول العربية إشارة إيجابية

ويرى خبراء صينيون وعرب أن استئناف عضوية سوريا في جامعة الدول العربية إشارة إيجابية، وفقا لإعلان جدة الذى أكد "الالتزام بالحفاظ على سيادة سوريا ووحدة أراضيها واتخاذ خطوات عملية وفاعلة لحل الأزمة السورية وضرورة تعزيز الظروف المناسبة لعودة اللاجئين السوريين".

يمثل استئناف عضوية سوريا في جامعة الدول العربية تضامن العالم العربي ووحدته "المواجهة بين تكتلات لم تحقق الاستقرار والسلام الحقيقيين بل تتسبب في تدهور وضع المنطقة المستمر"، حسبما رأي الدكتور ليو شين لو عميد كلية الدراسات العربية بجامعة الدراسات الأجنبية ببكين تعليقا على استئناف عضوية سوريا في جامعة الدول العربية.

وقال ليو لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن جامعة الدول العربية اختارت المصالحة مع سوريا، لأن التضامن يتفق مع مصالح جميع الدول العربية ويعد طريقا مهما لتحقيق التنمية المستدامة.

ولفت ليو شين لو إلى التداعيات السلبية الناجمة عن الأزمة الأوكرانية مثل الأزمات الغذائية والمالية والطاقة قد أثرت على الشرق الأوسط ما أدى إلى تضامن الدول العربية لمواجهة التحديات.

تمثل عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية اعتماد العالم العربي على نفسه، حسبما أردف ليو شين لو "هناك نية قوية في الدول العربية، ألا وهو إن العالم العربي يمتلكه العرب، وإن الشرق الأوسط يمتلكه أهالي الشرق الأوسط"، قد تأمل العرب نمط التنمية ومسارها وعلاقات الدول العربية والغرب وأدرك أن الاعتماد الذاتي يتفق مع مصلحة العالم العربي.

كما أضاف الدكتور محمد خير عكام عضو مجلس الشعب السوري (البرلمان) لوكالة أنباء ((شينخوا)) "السياسات الأمريكية في المنطقة العربية ليس لها قاعدة شعبية"، مشيرا إلى أن الكثير من الدول العربية وجدت اليوم أنه ليس من مصلحتها أن تكون منفذة للسياسات الأمريكية في المنطقة، وأن مصالح شعوبها تستدعي أن تتخذ هذه الدول سياسات أكثر استقلالية بعيدا عن السياسات الأمريكية.

ــ دعم حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة

تعتبر قضية فلسطين الموضوع الرئيس لعدد من القمم العربية، حيث أكد إعلان جدة على التمسك بمبادرة السلام العربية لحل القضية الفلسطينية، وأدان الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني ورفض تجزئة الأراضي الفلسطينية.

إن إعلان جدة يضخ زخما إيجابيا لحل قضية فلسطين بشكل سلمي، مثلا ممكن أن نرى أنه في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي من هذا الشهر أوشكت إسرائيل أن تتعرض للإدانات من كل أنحاء العالم العربي، ولعبت جامعة الدول العربية عدة مرات دورا إيجابيا في وقف إطلاق النار بين فلسطين وإسرائيل.

وعند حديثه عن إعلان جدة، أعرب ليو شين لو عن تفاؤله حول المضمون المتناول بشأن قضية فلسطين في الإعلان، "قضية فلسطين مسألة عن الضمير بالنسبة إلى العرب إذ أنها بؤرة المشاكل الجوهرية التي كانت دول الشرق الأوسط تواجهها منذ زمن بعيد كما معاناة أبناء الشعب الفلسطيني كما هي مسألة تتعلق بموقف كل عربي وكل مسلم إزاء معاناة أبناء الشعب الفلسطيني"، مشيرا إلى دعم حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة مما يتناول مصلحة جميع العرب.

ورأى مساعد وزير الخارجية الفلسطيني السابق لشؤون آسيا وإفريقيا مازن شامية أن السعودية باعتبارها الدولة المستضيفة لقمة جدة "تعي تماما أن مدخلها لتهدئة الأوضاع في المنطقة هو من خلال الملف الفلسطيني أولا وترتيب الوضع الداخلي الفلسطيني وإنهاء الانقسام وإعادة الوحدة الوطنية".

ــ الدفع نحو تهدئة سخونة الأوضاع في السودان

إن الملف السوري لن يكون وحيدا في القمة العربية الـ32 المنعقدة في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية إذ أن هناك ملفات ساخنة ستكون حاضرة في جدول أعمالها، وخاصة الاقتتال في السودان.

ومنذ اندلاع الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع الشهر المنصرم، سرعان ما تطور الوضع السوداني ليتحول إلى نقطة ساخنة جديدة تحمل أبعادا إقليمية ودولية، ما تسبب في قيام العديد من دول العالم بإجلاء مواطنيها المتواجدين في السودان، وهرب مئات الآلاف من السودانيين النازحين إلى دول مجاورة منها مصر وإثيوبيا، فضلا عن الخسائر الفادحة الناجمة عن الصراع في الأرواح والممتلكات بالبلاد.

وفي السياق ذاته، أولت الدول العربية والجامعة العربية أهمية كبيرة للسعي إلى حل مبكر للأزمة السودانية، الأمر الذي لا يتوافق مع تطلعات الشعب السوداني فحسب، بل يخدم أيضا المصالح المشتركة للدول العربية ككل.

وأعرب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في أثناء ترؤسه القمة العربية الـ32، التي انطلقت يوم الجمعة في جدة، عن أمله أن تكون لغة الحوار هي الأساس في السودان، متطلعا إلى أن تتوصل مباحثات جدة إلى وقف فعال لإطلاق النار بالبلاد.

ولفت أستاذ العلاقات الدولية بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا الدكتور حامد فارس إلى أن هناك مخاوف من امتداد تأثير الأزمة السودانية إلى العديد من دول الجوار، وتحول السودان إلى أرض خصبة للتنظيمات الإرهابية جراء إطالة أمد هذه الأزمة، ما يمثل دافعا قويا للدول العربية كافة للعمل على الخروج بموقف عربي موحد يساهم في محاصرة الأزمة وحلها في إطار سوداني - سوداني.

من جانبه، اعتقد ليو شين لو أن هذه القمة أظهرت زخما نحو المصالحة، من شأنها أن تدفع "تيار المصالحة" في الشرق الأوسط إلى مستوى جديد، مشيرا إلى أنه على الرغم من وجود بعض الخلافات حول الأزمة في السودان، "من الأرجح أن يسهم انعقاد القمة في التوصل إلى وقف لإطلاق النار، حتى ولو يكون هذا الوقف قصير الأجل".

وفي معرض إشارته إلى تأثير جهود الوساطة الخارجية على اتجاه الأزمة السودانية ومدة استمرارها، رأى جيانغ هنغ كون الباحث المساعد الصيني في معهد بحوث السياسة والعلاقات الدولية التابع لجامعة تشجيانغ للمعلمين، أن جامعة الدول العربية والسعودية ومصر والإمارات لها تأثير أكبر وأكثر مباشرة.

وقبل أقل من أسبوعين، كان طرفا الأزمة السودانية قد وقعا في مدينة جدة على اتفاق مبادئ أولي بوساطة سعودية، ما يعد خطوة مهمة لتوفير الحماية للمدنيين، والحفاظ على المنشآت والمرافق العامة، وتسهيل عمليات الإجلاء.

ومع ذلك، أعرب شين شياو لي نائب مدير مكتب البحوث السياسية بمعهد غرب آسيا وإفريقيا التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية عن قلقه إزاء مخاطر إطالة أمد الأزمة السودانية، مشددا على تعدد وتعقد الأسباب الكامنة وراء الأزمة، والحاجة إلى بذل مزيد من الجهود في سبيل التوصل إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار.

ــ التركيز على التنمية أكثر من المواجهة

تأثرا بتداعيات الأزمة الأوكرانية، عانت عدد غير قليل من الدول العربية من التضخم وارتفاع الأسعار بدرجات متفاوتة، كما وجدت الكثير من الدول العربية اليوم أنه ليس من مصلحتها أن تكون منفذة للسياسات الأمريكية في الشرق الأوسط، حيث أدركت أن مثل هذه السياسات فقط أدخلت المنطقة في حالة من عدم الاستقرار والفوضى والمواجهة.

ومن أجل التصدي على نحو أفضل للتحديات التي تواجه التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدول العربية، أكد القادة العرب في البيان الختامي الصادر عن قمة جدة على أن التنمية المستدامة والأمن والاستقرار والعيش بسلام، حقوق أصيلة للمواطن العربي، ولن يتحقق ذلك إلا بتكاتف الجهود وتكاملها، وحشد الطاقات والقدرات لصناعة مستقبل قائم على الإبداع والابتكار ومواكبة التطورات المختلفة.

وفي هذا الصدد، قال محسن النابتي الناطق الرسمي للتيار الشعبي بتونس إن المنطقة عليها أن تنهي الاشتباك وتذهب باتجاه التشبيك الاقتصادي والثقافي والأمني، خاصة وأن القوى الدولية الجديدة على غرار الصين مستعدة لمساعدة المنطقة في تحقيق الاستقرار وإرساء المشاريع الاستثمارية العملاقة على عكس أمريكا.

وأوضح ليو شين لو أن الولايات المتحدة وبعض حلفائها الغربيين يأملون في بناء العالم العربي كمورد للمواد الخام ومصدر لمنتجاتها، ما يضعه في موقع مهمش من سلسلة الصناعة بأكملها.

وفي الوقت نفسه، شهدت منطقة الشرق الأوسط "تيار مصالحة" مع استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران بوساطة الصين، وعودة سوريا للجامعة العربية، ما يلمح إلى بوادر تعزيز التضافر والوحدة والاستقلالية الدبلوماسية ويساهم في توفير بيئة سليمة يمكن للدول العربية التركيز فيها بشكل أفضل على التنمية.

ومن جانبه، رأى مدير معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة فودان الصينية سون ده قانغ أنه مع عودة سوريا إلى الجامعة العربية، من المحتمل أن تزيد دول الخليج العربية استثماراتها في سوريا، الأمر الذي لن يساعد فقط في إعادة إعمار البلاد بعد الحرب، ولكن أيضا في إقامة علاقات اقتصادية وتجارية أوثق بين الدول العربية.

وأشار ليو إلى أنه في السنوات القليلة الماضية، طرحت كل دولة عربية رؤيتها التنموية الخاصة بها، ولكن بسبب عدم استقرار الأمن الجيولوجي، والضغط الهبوطي على الاقتصاد الدولي، فشلوا في تحقيق نتائج مرضية، ما أكد أن الدول العربية بحاجة ماسة إلى التوصل إلى توافق بشأن التخلي عن النظام القائم على المواجهة، وتشكيل آلية تداول داخل المنطقة، وتحقيق تقدم أساسي في التنمية من خلال التكامل الاقتصادي.

وسلط علية العلاني، وهو أكاديمي تونسي وباحث جامعي في القضايا الاستراتيجية، الضوء على الدور المهم الذي قد تلعبه الصين في دعم التنمية الاقتصادية العربية على قاعدة المنفعة المتبادلة، معربا عن تطلعه إلى أن تعطي الصين أهمية أكبر لتطوير البنية التحتية بالمنطقة التي تم إهمالها بسبب الحروب والنزاعات الداخلية.

وأعرب وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان يوم الجمعة في جدة عن أمله أن تسهم عودة سوريا للجامعة العربية بإنهاء أزمتها، مؤكدا مواصلة محادثات جدة بشأن السودان، داعيا الأطراف السودانية إلى الحوار.

وأكد بن فرحان خلال مؤتمر صحفي مشترك مع أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط في ختام القمة العربية الـ 32 أن ((إعلان جدة)) شدد على محورية القضية الفلسطينية وتعزيز العمل العربي المشترك، بحسب قناة ((العربية)) الفضائية الإخبارية.

ورحب المسئول السعودي برسالتي الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الروسي فلاديمير بوتين للقمة العربية. 

واختتمت القمة العربية في دورتها الثانية والثلاثين أعمالها يوم الجمعة، حيث أعلن ولي العهد السعودي رئيس القمة الأمير محمد بن سلمان اعتماد القرارات الصادرة عن القمة ومشروع جدول الأعمال وإعلان جدة.

وأكد إعلان جدة على التمسك بمبادرة السلام العربية لحل القضية الفلسطينية، وأدان الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني ورفض تجزئة الأراضي الفلسطينية.

وعقدت القمة الـ32 بمشاركة عدد من القادة العرب، حيث بدأت أعمال القمة بكلمة لرئيس الوزراء الجزائري أيمن بن عبدالرحمن، والذي أكد فيها على أهمية توحيد الصف العربي.

على صعيد متصل، أعلن الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي أن القمة العربية القادمة في دورتها الـ33، ستعقد في العام 2024 في مملكة البحرين.

الصور