مقالة خاصة: مهجرون غزيون جدد يتساءلون عن مصيرهم عقب جولة التصعيد مع إسرائيل

مقالة خاصة: مهجرون غزيون جدد يتساءلون عن مصيرهم عقب جولة التصعيد مع إسرائيل

2022-08-08 00:49:30|xhnews

غزة 7 أغسطس 2022 (شينخوا) وحيدة ومتجاهلة ضجيج الجيران وعشرات الصحفيين الذين وصلوا إلى المكان، تجلس الستينية نادية شملخ على كرسي بلاستيكي قبالة حطام منزلها تحدق بما تبقى من حجارته التي اكتست بالغبار الأسود.

وبعد فترة من الصمت المطبق أطلقت السيدة تنهيدتها قبل أن تسأل طاقم وكالة أنباء ((شينخوا)) المتواجد لمحاورتها "أين سيكون مصيرنا بعد اليوم، هل سنبقى في العراء لشهور أم أننا سننضم إلى سجل العائلات الضائعة التي لم تتمكن من إعادة إعمار منازلها حتى اليوم؟".

وتقول نادية، وهي أم لسبعة أبناء من بينهم اثنان من ذوي الإعاقة، "دون أي سابق إنذار، لقد تحولنا إلى مهجرين جدد (...) لقد أصبحنا في العراء دون مأوى"، متسائلة "ما هو ذنبنا؟ ماذا فعلنا لإسرائيل كي يتم استهداف منزلنا المدني بهذه السهولة؟".

وكان الطيران الحربي الإسرائيلي قد شن عدة غارات على منزل عائلة شملخ جنوب غرب مدينة غزة، ليتم تسويته بالأرض، فيما سمع السكان في المدينة أصوات إنفجارات ضخمة.

وتشرح السيدة الستينية "لم أتوقع يوما أن يتم استهداف منزلي ومنزل أقاربنا في المنطقة (...) كنت أتناول الفطور مع ابنتي من ذوي الإعاقة، وفجأة سمعت أصوات صريخ من الجيران، في البداية ظننت أن هناك شجارا ما ولكن بعد ثوان معدودة أخبروني بإخلاء المكان فورا لأن الجيش الإسرائيلي سيقصف بيتنا".

لا إراديا، أمسكت المرأة العجوز بيد ابنتها وراحت تركض بعيدا لعلها تهرب من موت محقق في حال بقيت في المكان، على حد قولها، مشيرة إلى أن الناس كانوا يهربون بسرعة.

وتقول "لقد بدا لي الحال كما لو أننا في يوم القيامة"، مشيرة إلى أنه بعد بضع دقائق فقط "سمعت دوي انفجار ضخم، وشظايا تتناثر في كل مكان (...) لم أعرف ماذا أفعل أو أين أختبئ.. حتى أنني لم أعرف إن كنت على قيد الحياة أم فارقتها".

الحال ذاته عاشته الأربعينية فوزية شملخ، زوجة ابن نادية.

وتقول فوزية لـ ((شينخوا)) "هربت من البيت وأنا أرتعش وسط تساؤلات متواصلة لمن حولي ما الذي يجري ولكنني لم أحصل على أي إجابة".

وتضيف "ما ان وصلت بيت جيراننا، سمعت صوت انفجار ضخم (...) صرخت وأنا أردد قصفوا بيتي، قصفوا حياتي، قصفوا أحلام عائلتي"، مشيرة إلى أنها لن تنسى شعورها عندما شاهدت منزلها مدمرا بينما بقيت هي وأسرتها في العراء دون أي مأوى".

على مسافة ليست ببعيدة من منزل شملخ، تجمع الشقيقان أحمد ومحمود خليفة مع العشرات من المواطنين ينتظرون استهداف منزلهما من الطائرات الحربية، بعد اتصال أجراه الجيش الإسرائيلي مع أحد جيرانهما ينذرهم بعملية الاستهداف.

بينما كان يرفع الشبان المتواجدون في المكان هواتفهم النقالة لتوثيق القصف، بدا الشقيقان غارقين في حيرتهما وهما يتبادلان نظرات استفهامية حول "ما الذي سيجري لنا بعد ذلك".

محركا رأسه يمينا تارة ويسارا تارة يراقب المتجمهرون، راح محمود خليفة يقول ل((شينخوا)) "هم يوثقون الحدث، ونحن لا ندري ما هو مصيرنا (...) لا أعرف أين ستعيش عائلتي المكونة من 16 فردا.. ولا أعرف لماذا يقصفون بيتنا".

ويقاطع محمد حبوش أحد جيران خليفة، حديثه قائلا "إنها عائلة فقيرة.. لا حول لهم ولا قوة ليس لهم أي علاقة بأي تنظيم عسكري"، مضيفا "من يدري كم عدد المهجرين الجدد الذين ستخلفهم هذه الحرب".

ويعتبر منزلا عائلتي شملخ وخليفة من بين 650 وحدة سكنية تم استهدافها من الطيران الحربي مما أدى إلى تدمير العشرات بشكل كامل فيما تضرر الباقي بشكل جزئي، وفق ما أعلنت السلطات المحلية التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

ولليوم الثالث على التوالي، يشهد القطاع تصعيدا عسكريا ما بين الجيش الإسرائيلي وحركة (الجهاد الإسلامي) عقب استهداف الطيران الحربي الإسرائيلي لشقة سكنية في برج وسط مدينة غزة واغتيال قائد منطقة غزة وشمال القطاع في سرايا القدس الجناح العسكري للحركة تيسير الجعبري.

وبالتزامن مع اغتيال الجعبري، شن الجيش الإسرائيلي العشرات من الهجمات الجوية على مواقع عسكرية ومبان سكنية بدعوى أنها تتبع للحركة ونشطائها.

وقتل 31 فلسطينيا على الأقل، بينهم ستة أطفال وأربع نساء، وأصيب أكثر من 250 آخرين بجروح مختلفة، بحسب ما أعلنت عنه وزارة الصحة بغزة، وسط تحذيرات من تدهور الأوضاع في القطاع.

الصور